خبز وزيت وسكر

كان حلمه أصغر من عمره بكثير، أن يزيت رغيف خبزه بزيت الزيتون مع السكر. نهرته أمه طالبة منه أن يغبر عن وجهها، إذ لم تعد تحتمل ألوان البؤس في خرائط عينيه.
نهق التلفزيون:
صباح الخير سيداتي وسادتي، المغرب بخير... نحتفل اليوم بعيد الطفل، والتقرير المصور غني عن التعليق، المغرب بلد يمنح لكل طفل رغيفا ومستقبلا.......
نهض إبن الوزير من نومته الهادئة يحلم بأرجوحة من ذهب، وجد مائدة الإفطار مليئة عن آخرها إلا من رغيف الخبز المزيت مع السكر.

قهقهة مرة

قهقه في وجه العالم وكأنه يستهزئ من عاهرة آيل جسدها إلى حافة النهاية، ظن المسكين أن العالم يسمعه، فتح دولاب ذاكرته فإكتشف أنه كان أبلها منذ أن بدأ العالم يضجر منه وهو يقهقه بتعنت في ظل مرآة ظلت تكذب تفاصيل ملامح وجهه كل يوم.

الحشاش

إكتشف أنه بطل، يستطيع أن يدمر نفسه في دقائق معدودة، خلال جلسة حشيش إستنشق في نشوة غباء الجلساء، رفرف الدخان كالكذب فوق رؤوسهم المحملة بالشقاء، نهض ليثبت للجميع أن الأعشاب المدوخة لم تدوخه.
قال بصوت متزن:
كل ما في الأمر أنها تجربة، كنت أريد أن أعرف كيف تدمرون أنفسكم تحت مظلة هذه اللذة العابرة.
نسي بوصلة الطريق التي توصله إلى منزله، فنام تحت أقدام خريطة غيابه المؤقت حتى شاخ الصباح في وجهه.