استدعت صورة الرئيس العراقي صدام حسين في مشهدها الأخير أثناء لحظات الإعدام في صبيحة عيد الأضحى المبارك القصة الكاملة للعراق احتلالاً وتدميراً ونظاماً سياسياً شاملاً تابعاً لبرنامج الاحتلال. وعلى الرغم من أن السياق الذي يعيشه العراق منذ اللحظة الأولى يكشف الحملة العدوانية في احتلاله إلاّ أن السيناريو والسيطرة الإعلامية الضخمة للغرب على الحياة الإعلامية للإنسان تزيف هذه الحقيقة المعروفة بأن هناك احتلال ومقاومة وحكومات عيّنها الاحتلال وفرضها على الشعب. لكن في الآونة الأخيرة انكشف هذا المشهد المزيف، وأصبحت محاولات الغرب في فرض هذه الرؤية المزيفة على الناس تتساقط في أصل محضنها ومصدرها، وهو الإعلام الغربي نفسه بعد أن اجتاحت الولايات المتحدة والدول الغربية حالة شديدة من الاستياء لنتائج الحرب على العراق فعادت الأمور رغماً عن الغربيين لكي تسمي الأشياء بأسمائها. ومن ذلك أن هذا الرئيس العربي بغض النظر عن تاريخه في حكمه لبلده، فقد اعتقل في حال حرب وعدوان على بلده، وهو في حالة مقاومة قدم فيها ثلاثة من أبنائه سقطوا بالرصاص في مواجهة الاحتلال، وهم يواجهونه في معركة مباشرة. وأن هذا الرئيس استمر في مناهضة الأمريكيين ومقاومتهم بكل ما أوتي من قوة معنوية حتى بعد سنتين من السجن الانفرادي والعزلة الكاملة، ولا يزال هتافه مستمراً، لم يخضع للمحتلين، ولم تضعف شكيمته حتى وهم ينطقون بالحكم كان يتمتع بشجاعة وثبات تتجاوز بكثير هيئة الادعاء والقضاة الممتقعة وجوههم وهم ينطقون الحكم، وأن هذا الزعيم العربي لم يتوسل في أي لحظة لآسريه، ولم يخضع، ولم يدع لأعدائه أي فرصة للشماتة الحقيقية فيه إلاّ أن يستنسخوا مصطلحات يدّعونها لحالة الأسير الذي لم تؤسر روحه، ولم تتحطم معنوياته أمام شعبه والعالم في كل الصور التي خرج بها على الرغم من أن مَن أراد إخراجه للإعلام أراد تحطيمه وإذلاله، وأعتقدُ أن مَن ذل هو من أخفق في أن يصل إلى روح الرئيس المقاومة الصلبة. إذاً هذا هو السياق الحقيقي لوضع القيادة التي أسرها المحتلون فلننظر إلى الجانب الآخر. بضع شخصيات رُبيت في إيران على كراهية العرب من أبي بكر الصديق حتى صلاح الدين، وحتى تاريخنا العربي المعاصر والعداء لمبادئ الإسلام الأصيل، قدمت كل ما تستطيع وبرغبة وإلحاح وحالة متكررة من التوسل والذل للأمريكيين لكي يغزوا العراق، وقد حصل ما بذلوا لأجله، و لكنهم لا يزالون بكل وضوح وجلاء يمثلون دور العملاء للحقبة التاريخية التي وطنتهم في بغداد، واللتي يعترفون بها أنفسهم، فهم تارة حين يريدون تزكية شخصياتهم أمام ال***** المتوالية لعلاقتهم ومشاريعهم المستنسخة عبر الأمريكيين، ويجدون ردة فعل من جمهورهم يسمون القوات الأمريكية بقوات الاحتلال. وحين يتذكرون أنهم جزء من مشروع هذه القوات يعودون لمصطلحاتهم، ووصفها بقوات متعددة الجنسية، وهلم جرا...، في مشهد يثير السخرية لهؤلاء القادمين تحت راية الأجنبي وفي ركابه. ثم لنعد إلى القضية نفسها، فرسمياً اتُهم الرئيس بقتل (148) من ضحايا الدجيل، وكذلك بـ(3200) من ضحايا معارك الأنفال وغيرهم، ولكن ماذا عن آسريه؟ لقد قتل هؤلاء المحتلون بأمر منهم وبشراكة مباشرة من قبل من اصطحبهم لحكم العراق بعد الاحتلال (650000) ضحية، أي جزماً بأنهم أضعاف مضاعفة عمّا اتُهم به الرئيس وحُكم فيه. هذا القتل لم يعرفه العراق في تاريخه المعاصر؛ إذ قُسّم الشعب وقُتل أبناؤه على الهوية، عبر مليشيات هؤلاء الداخلين برعاية طهران ورايات واشنطن، وارتكبوا من الفظائع من الحكيم وفيالق الغدر التابعة له، والصدر وجيشه الإرهابي أكثر من (140000) بالتعذيب وقطع الرؤوس، ولا يُقبل لهم ولا فيهم عزاء أو شكوى؛ لأنهم من العرب السنة حسب إجراءات الحكومة المعينة من الاحتلال، بل على العكس من ذلك تُطوق مناطقهم وتُحرق مساجدهم من خلال الأجهزة الأمنية التي أقامها هؤلاء، فمن هو المجرم؟ ومن هو الزعيم؟ ومن هو العميل؟ أوَ يظنون أن حكم الشعب سيضيع؟ كلا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...!! انتهى.




أقول هذه هذ الحقيقة التي يسعى لها الامريكان والروافض لجميع حكام العرب فهل يعي هؤلاء الحكام " إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" ؟!! ويتعاملوا مع الأمريكان والروافض والواحد منهم يرى نفسه في مقام صدام الاخير ... نرجو ذلك...