اشتقتكِ
بالرغم من أنني البارحة التقيتكِ في مدينةِ ذاكرتي
كنا على موعدٍ رقيقٍ في مقهى الرغبةِ...
تسامرنا.. ونسينا أن نغلق خلفَنا بابَ الحيطةِ والحذر
وأخذنا نرتشفُ خمرة شفتيكِ بشيءٍ من الحُزن
وأكتشفتُ أنني بدأتُ أتفجرُ بالحبِّ كأنني قنبلةٌ موقوتةٌ
وكنتِ أنتِ فاتنةً وكنتُ أورِّط نفسي فيكِ إلى حدِّ الإدمان..
نعم..
التقينا في دهاليز الذاكرةِ المتعَبة
وفي آخر الموعدِ، كان القدرُ يصبُّ نيرانَ الحقيقةِ فوق قلبينا الصغيرين
أول مرة أحسُّ أن الحقيقة مؤلمةٌ إلى هذا الحدِّ يا حبيبتي..
فهل لنا من شفاء؟
كنتُ أعتبرُ نفسيَ باحثاً عنها منذ الصغر
لكنني اليوم أكتشف أنها مؤلمة إلى حدِّ الفجيعةِ
لذلك ولدتُ من جديد، بأفكار ومبادئ جديدة
أهمها أنني يجبُ أن أيممَّ وجهي شطرَ الأحلامِ والأوهامِ... فقط.
-2-
أحب أن أسمع كلمةَ "أحبكَ" منكِ
لأنها ستكون ككأس نبيذٍ
يسكبُه لي ثغرُكِ من ريقهِ العذب
إن هذه الكلمةَ تزرعُ الشهبَ في قلبيَ الصغيرْ
تأخذني إلى أزقةٍ وزوايا لا أعرفها في ذاتي
قوليها، وبعدَها سأدفنُ رأسيَ في كفيكِ الصغيرين
وأتركه هناك
لأنني اكتفيتُ من العمر
ببلوغ هذه القمة
فالذي يبلغ القمة... ليس له بعدَها إلا التعاسة
عانقيني، فإن هذا العناقَ هو ما يبعث الحياة في البشر
بعد أن يكونوا غائبين في الكفر والضياع
الحب هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يضمن لنا اللقاء خارج حدود الزمان والمكان
وهو دائماً يستطيعُ أن يفاجيءَ المحبين...
بلقاءٍ رائع
يجددُ الأمل، وينعشُ الروح..
هل من الممكنِ أن نمدَّه بيننا كالجسر
ليتجه كلٌّ منا نحوَ الآخر؟

-3-
الحب هو أن نشعرَ أننا ريشة في مهبِّ رياح القدر
هو أن ننظرَ إلى الشخص نفسِه نظرتين مختلفتين
واحدة قبل الحب
وأخرى بعده
هو لم يتغير... لكن نظرتنا إليه تغيرت
صار أجملَ
صار أكثرَ أهميةً
صار مثيراً لشهوةِ الأسئلة
صار جريمة نريدُ أن نخبئَها عن عيون الناس

-4-
الحبُّ فراشةٌ عابرة للقارت
ونبضة صغيرة في القلب، خارجة عن إيقاع نبضاتهِ المعتاد..
لكنها تحمل سرّ الحياة
إن إحساسَ الحبِّ لا زالَ مفلتاً مني...
لذلك وجدتُ نفسي لا أزالُ حزيناً...
الحزنُ ليس سيئا دائماً

-5-
هل لنا أن نخترعَ حبا جديدا...؟
حبَّاً لم يشعرْ به أيُّ إنسانٍ من قبل؟
ويمنحني الكثير من العظمة
دائماً أتوقع من الحبِّ أن يمنحني الكثير
أنا أناني عندما أحب

-6-
سأحلم الليلة بكِ
وفي أحلامي سيكون لضحكاتِك رائحة شهية

-7-
أريدُ أن أتحدثَ معكِ لغةً سريةً لا يفهمُها الآخرون
وأن أقولَ لكِ دائماً كلاماً خاصاً جديداً...
لم تعهدْه البشريةُ من قبل
كم هو جميل أن نلغيَ من بيننا الكلماتِ العادية
وأن نتحدثَ بطريقةٍ غير عادية
أن يكون حوارنا سامياً... مثلما تتحاور الملائكة...
تلك المخلوقاتُ التي تتكونُ من النور فقط
أريد أن نتفوقَ على كلِّ قصص العشق القديمة بالكلمات التي نقولها
فالكلمة الصادقة القوية..
ممكن أن تؤديَ إلى تواصلٍ قوي... بين الروحين والجسدين
أريد أن أمضي معكِ ساعاتٍ من الصمتِ الجميل.. المغلفِ بترفِ الحيرة
وقتها، لن أستطيع أن أنظر إليك... لأنك تخاطبينني بصمتك العاصف
أحبك، فيصبحُ من حقي أن أسمع صوتك حينها بشكل مختلف
حتى أروي ظمأ روحي إليك.

-8-
كأنني أضعت الكلامَ...
وأنني أصبحتُ أحتاجُ إلى أن أجددَ اللغةَ حتى تتسعَ لما سأقول
أو أنني
نسيت من أنا، وماذا أريد، وتذكرتُ فقط أنني أحبك...
هذه الكلمة هائلة
يمكنها أن تختصر حوارا كاملا.

-9-
أنتِ حبٌّ متفجرٌ غزا قلبيَ بشكلٍ عسكري ليس له مثيل
لذلك، فالحل الوحيد هو أن أردَّ لك الغزو، ولكن جسديا...
ولن أتركك حينها إلا جيداً هامداً من قسوة الشهوة
ماذا سيكون ردُّ فعلِك لو وجهتُ لك قبلة دون سابق إنذار
إلى المنطقةِ التي يرقدُ تحتَها قلبُك الجميل مباشرة؟

-10-
استعدي لحبي كثيرا
أنا رجلٌ كثير الطلبات
أسيطرُ عليك
وعلى وقتك
وعلى عمرِك وأحلامِك وأقدارِك..
أنا حالة غير مسبوقة في العشق
لن تجدي الوقت الكافي لتفعلي أي شيء عدا أن تحبيني
لن تستطيعي أن تقولي أي شيء إن لم يكن فيه حبٌّ موجه لي
في كل لحظةٍ لي متطلباتٌ غرامية غريبة
وفي كل ثانيةٍ أضعُ يدي في ثنايا ثيابك
باحثاً عن حقولِك الجميلة
وعن بساتينكِ التي لا يمكنُ أن أسمحَ لأحدٍ أن يسلبها مني
ثقي أنني لن أترككِ أبدا
لأنني أحبكِ بطريقة جنونية جديدة
لم يعرفها العالمُ من قبل،
ولأن الحبَّ الذي أستخدمُه ضدَّك عصيٌّ على الفهم
ولا يوجد له علاج
أو أمصالُ مضادة
ولا يوجدُ طريقة للوقاية منه
فأنا سأحتلكِ احتلالا
ولا خيار عندك إلا أن تدخلي في رحابي
وحينها ستحبين الدنيا لأنك وقعت في شباكي
ولن تندمي أبداً– أعدك.
-11-
القبل فقط هي التي تستطيع أن تعبر لك عما في نفسي
وليس الكلمات
لذلك فلنترك الورقة والقلم الآن...
ولنبدأ عناقنا...