أنجاكم أكثركم صلاة
روي عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال
أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومن مواطنها أكثركم علي صلاة عباد الله الملك الديان يا أهل الإسلام والإيمان صلوا بنا على سيدنا محمد رسول الملك الرحمن لعله يخلصنا من عذاب النيران
وأنشدوا
صلوا على ماجد جلت مآثره وأكثر الخلق إفضالا وإحسانا
أتى العباد وقد ضلت مسالكهم
فأوضح الحق تبيانا وبرهانا
وبين الدين بالتذكير مجتهدا
وأظهر الشرع أحكاما وقرآنا
وأنقذ الخلق من نار السموم لظى
وأورد الناس جنات ورضوانا
لا تبغ طيبا إذا ما كنت ذاكره
ولا ترد بعده روحا وريحانا
فيه الجنان وفيه الحسن مجتمع
والنبل والظرف أشكالا وألوانا
} فالحمد لله إذ كنا له تبعا
لقد تفضل بالخيرات مولانا
ثمرة الصلاة
روي عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال } من صلى علي صلاة تعظيما لحقي خلق الله تعالى من ذلك القول ملكا جناحه بالمشرق والآخر بالمغرب ورجلاه مغروزتان في الأرض السابعة السفلى وعنقه ملوي تحت العرش يقول الله تعالى له صل على عبدي كما صلى على نبيي محمد فهو يصلي عليه إلى يوم القيامة أحبابي تحصنوا
من أليم العذاب وارغبوا في جزيل الثواب بالصلاة على النبي الصادق الأواب
اعلموا عباد الله أن الله تبارك وتعالى لما اتخذ محمدا {صلى الله عليه وسلم} حبيبا أقسم بحياته فقال تعالى { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } الحجر 72 فهذه غاية المحبة
ولما أحب الله تعالى أن يصلي العباد على محمد النبي الحبيب بدأ بالصلاة عليه الملك القريب ثم ثنى بملائكته البعيد منهم والقريب ثم عرف عباده المؤمنين أنه يصلي على محمد هو وملائكته ثم أمر بالصلاة عليه أهل الإيمان لينجيهم بها من عذاب النيران فقال الملك الرحمن في محكم القرآن { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } الأحزاب 56 فكأنه قال جل وتعالى عبدي قد أعلمتك أني أصلي على محمد حبيبي وملائكتي تصلي عليه فمن أكثر الصلاة على محمد الحبيب جعلت له من الجنة أوفر نصيب وكان رفيقا وجارا لأبي القاسم الحبيب
وأنشدوا
صلى الإله بعظمه وجلاله
ثم الملائكة الكرام على النبي
فهو الحبيب لربنا رب العلا
وهو الدليل لجنة لا تختبي
الملائكة تستغفر
ذكر في بعض الأخبار أن العبد المؤمن أو الأمة المؤمنة إذا ابتدأ بالصلاة على محمد {صلى الله عليه وسلم} فتحت له أبواب السموات السبع والسرادقات حتى العرش فلا يبقى ملك في السموات أإلا صلى على محمد {صلى الله عليه وسلم} ويستغفرون لذلك العبد أو الأمة ما دام العبد أو الأمة يصلي على النبي {صلى الله عليه وسلم} وأنشدوا
صلوا بنا يا معشر الإسلام على النبي الواضح الأحكام
نطق الكتاب بفضله وجلاله وبفضله ننجوا من الإجرام
مقام الشبلي
حكي عن بعضهم أنه قال كنت عند أبي بكر بن مجاهد جالسا إذ أقبل الشبلي فقام أبو بكر إليه فعانقه وقبل بين عينيه فقلت يا سيدي تفعل هذا بالشبلي وأهل بغداد يقولون عنه إنه مجنون فقال قد فعلت به كما رأيت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يفعل به وذلك أني رأيت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في المنام وقد أقبل الشبلي فقام النبي {صلى الله عليه وسلم} فعانقه وقبله بين عينيه فقلت له يا رسول الله تفعل هذا بالشبلي فقال {صلى الله عليه وسلم} نعم
لأنه يقرأ في آخر كل صلاة { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } التوبة 128 الآية
ثم يتبعها بالصلاة علي
وأنشدوا
صلاة رب كريم ماجد صمد
على النبي الذي قد نال تفضيلا
صلى عليه إله العرش خالقنا
جاء الكتاب بذا وحيا وتنزيلا
فهو الدليل لأهل الخير كلهم
لمن أراد إلى الفردوس تحويلا
ومن أراد فرارا عن تمرده
ومن أراد له الرحمن توصيلا
هذا بيان لأهل الفضل كلهم
يعجلون لدار الخلد تعجيلا