لقد حاولت مرات الهروب من الذنوب، وفعل الحرام والمنكر، أنا فتاة أعيش في بلاد الغرب مع عائلتي، لقد هاجرنا إلى هذه البلاد منذ ثمان سنين تقريباً، كنت في السادسة عشرة من عمري، والدي رجل متعصب، ولكن ليس من الناحية الدينية، بل من ناحية العادات والتقاليد، مرت السنون وأنا أرى الحرام والفسق من حولي، عائلتي احدى ملايين العائلات اللاتي أغفلهن الشيطان عن ذكر ربهم، عندما كنت صغيرة كنت أختبئ في غرفتي وأصلي حتى لا يضحك اخوتي علي، لقد تعرضت إلى الاغتصاب من أقرب افراد عائلتي أخي الكبير الذي هداه الله الآن، والذي لا يفارق الصلاة، وإنه يتبع السنة التي تركها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الشخص الثاني، هو جدي رحمه الله فيئست من حياتي، فأردت أن أذهب بعيداً عن عائلتي، لأني كرهت ما فعلوا بي، ولعلمك يا حضرة الشيخ ان لا أحد يعلم بكل ما حدث، حاولت مرات عديدة أن أطلب من عائلتي العودة إلى بلدي الإسلامي، لأنه افضل لنا، ولكن كان التعليم أهم لوالدي من الدنيا وما فيها، فيئست وقررت أن أبعد عن عائلتي للدراسة الجامعية، وفعلاً اقتنع الوالد، وذهبت إلى جامعة تبعد عن منزل والدي ما يقارب الساعتين، بدأت اضيع لحظة بعد لحظة، تحدثت كثيراً مع شباب عبر الهاتف، وعبر الانترنت، حتى امتلأت حياتي بالديون لشركات الهاتف، ويا ليتني توقفت، بل اصبحت أسرق مبالغ المال من حيث استطيع،حتى أصبحت لا أذكر أي شخص لم أسرق منه ولو على الأقل دولاراً، ويوماً من الأيام تعرفت على شخص عبر الانترنت، وطال حديثنا حتى صمم أن يسافر إلي زاعماً أنه يحبني، وبما أني لم أر طعم الحب يوماً تعلقت به، وزادت اللقاءات، وزادت الذنوب والمصائب، وهذه هي حالي لمدة ثلاث سنوات، وربما يعجبك أن تعرف أني أقول: إني أخاف الله، وإني أقرأ القرآن، وأحضر أكبر عدد ممكن من المحاضرات والندوات الدينية، وأني لا أضيع فرضاً عمداً وأصوم أياماً كثيرة، وخصوصاً التي أوصى بها رسولنا الحبيب، وألبس الزي الإسلامي من حجاب وجلباب، ولكني لا أعرف كيف أتوب؟ لا أعرف هل يقام علي حد الزنا؟ حيث انني نمت مع هذا الشخص، ولكني لم أفقد عذريتي، أنا آسفة لهذه الحقيقة البشعة، وأرجو منك أن تساعدني قبل فوات الأوان، وأنا أخاف الفضيحة لو فكرت في البعد عن هذا الشخص؟
اختي: أحزنني حقاً ما سطرته في رسالتك من المصائب والذنوب التي وقعت لك، وأسأل الله أن يتوب عليك، ويأخذ بيدك إلى طريق العفاف والصلاح والهداية لا أدري اختي كيف تتحدثين عن الاغتصاب والنوم مع هذا الصديق، مع أنك لا زلت تحتفظين بعذريتك؟ هل معنى ذلك أنك كنت تمارسين لوناً من الاشباع الجنسي دون أن يصل إلى الجماع؟ أختي الكريمة: سارعي بالاقلاع عن الحال التي أنت عليها، ابتعدي عن هذا الشاب الذي أغراك بالحب، وإذا كان صادقاً فليتحمل المسؤولية، ويعزم على الزواج عن طريق أهلك ووالدك، فإذا رفض أو ماطل فهو مخادع، يريد منك المتعة المؤقتة، ثم يرميك كما يرمي شيئا اشتراه فليظهر اثر صلاتك، وصيامك،وحضورك للمحاضرات في سلوكك، وأعمالك، وأخلاقك، وعلاقاتك، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصوم جنة يعني وقاية تقي صاحبها عن الحرام، ابحثي عن رفقة من الصالحات،وتعلمي من أخلاقهن، وبثيهم شجونك، وشؤونك، وتقربي إلى الله قبل أن يأتيك الموت على غير أهبة واستعداد {وّاتَّقٍوا يّوًمْا تٍرًجّعٍونّ فٌيهٌ إلّى اللهٌ ثٍمَّ تٍوّفَّى" كٍلٍَ نّفًسُ مَّا كّسّبّتً وّهٍمً لا يٍظًلّمٍونّ} [البقرة: 281].