بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد
فهذه رزقة ساقها الله لي من السماء في براغ حيث كنت محروما من كل أسباب المعيشة و كنت عاملا مظلوما لدى شركة
زراعية و كنت أرعى الأغنام في مزرعة و كنت أعمل طوال يومي لأحصل على ما يسد الرمق و أهلي ينتظرون مني لقمة
عيش أرسلها لهم و هم لا يعلمون بحالي
و قد ضاق بي الحال حتى كاد يصيبني القنوط لولا رحمة الله التي كانت ترعاني من جميع جهاتي و هي التي دفعت عني
كل مكروه و لكن موقفا في حياتي إن نسيت فلن أنساه هز كياني و و جداني و ملأ قلبي إيمانا بالله تعالى الذي خلق
هدى و أحيا و أمات و رزق العباد من السماء و إن كانت تبدو للناس أنها من عند الناس
يوما كنت عابس الوجه مقبوضة نفسي مضطرب الخاطر مهموم البال يا ترى من أنا و إلى أي البلاد جئت ما الذي جاء بي
إلى هنا أي ضيق أنا فيه حيرة تقطع لها فؤادي و ظلم العباد فوق رأسي و مكر يدور حولي و أنا لا أدري إنما كنت ضحية
لمكر هذا و مكر هذا و لكن رحمة الله كانت قريبة قريبة جدا كان الله يرعاني كان يسمع أنيني و دعائي و بكائي تصوروا
كان الله معي لم أكن وحيدا لم أكن ضائعا تائها كما أشعر ماذا خسر من كان وجد الله وكان الله معه و ماذا ربح من فقد الله
و كان بعيدا عن الله
يوما أكاد لا أصدق عيناي و لولا أنها حدثت معي لما صدقت و كأنني في منام أو أسمع قصة مخرف لكن صدقوني يوما
استيقظت باكرا لأرعى الأأغنام و إذ بي أرى رؤية و لم أكن أعلم الرؤى وقتها و لم أدر تفسيرا لها و لا أعرتها اهتماما رأيت و
أنا أحفر حفرا في المزرعة أني وجدت كنزا كبيرا و استيقظت أتفكر فيما رأيت ولكني لم أفهم شيئا ..
لم تمضي سويعات و في قريب السابعة صباحا و أنا أركض نحو الأغنام و إذ أرى في السماء طائر الصقر يطير و حاملا
سمكة برجليه و ألقاها أمام قدمي سمكة تتفرعط و تتحرك أمامي و هي لا زالت تدب فيها الحياة و كان رزقا لا أنساه
بحياتي ساقه الله لي و لم أشك أنها رزقة من عند الله لم يصدق أحد مني قصتي و ها أنا أكتبها لكم اليوم بعد سنين من
العناء و التعب و النصب و الظلم لكي أؤكد لكم أن الله هو الذي يسوق الرزق و ليس العباد و لو تهيأ لنا غير ذلك و اليوم و
لله الحمد أصبحت أذكر قصة تعبي و عنائي كماض مضى و لم يبقى إلا ذكريات تزيدني إيمانا بعد الإيمان و ما من موقف يمر
في حياتي إلا ليؤكد لي هذه الحقيقة أن الرزق من عند الله و أن الله هو الرزاق و أن مع العسر يسرا و لن يغلب عسر
يسرين و أن الله مع المحسنين و أن الله يحب الصابرين و لن يمر ضنك عيشك يا أخي من غير أجر فاتق الله في تحصيل
رزقك و لو ضاقت بك السبل حتى يجعل الله لك مخرجا واسعا و رزقا حلالا طيبا من حيث لا تحتسب و ها أنا ذا بخير و نعمة من الله و فضل و أسأل الله تعالى المزيد من فضله ..
و اصبر و ما صبرك إلا بالله
و إن بعد العسر يسرا إن بعد العسر يسرا
اللهم صل و سلم على نبي الرحمة محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا