منتدى بلدية مناعة
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه


منتدى بلدية مناعة
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

منتدى بلدية مناعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بلدية مناعةدخول

منتدى شامل

مرحبــــا بكم في منتـــــــدى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب مناعة**يســـر فريق منتدى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب مناعة دعوتكم الى التسجيل في المنتدى والمساهمــــة فيه بإعتباره منكم واليكم**طريقة التسجيل سهلة وواضحة ..اضغط على ايقونة التسجيل واملئ الإستمارة مع التأكد من صحة البريد الإلكتروني ..بعدها تأتيك رسالة في بريدك تشتمل على رابط لتفعيل الإشتراك ومن ثمّ يمكنك الدخول والمشاركة**سيتدعم المنتدى قريبا بجملة هامة من البرامج والمواضيع الحصرية والمميزة وهي حاليا قيد الإعداد والتنقيح من طرف فريق منتدى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب مناعة
تم اضافة مواضيع شعر لمعظم الشعراء العالميين والعرب وهي موسوعة شاملة من انتاج منتدى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب مناعة .. تجدونها في القسم الادبي وسيتم اضافة القصائد تباعا من طرف فريق منتدى الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب مناعة

descriptionالحب الأول بين الوهم والحقيقة Emptyالحب الأول بين الوهم والحقيقة

more_horiz
المقــــــدمة
الحب الاول

هل صحيح أننا لا ننسى حبنا الأول ، وأننا نظل نحمله في جوانحنا طوال العمر، حتى لو أصابه الفشل كما يصيب أغلب حالات الحب الأول؟! وما السر في أن هذا الحب الذي يحدث مع تفتح الوعي للمرة الأولى على الحياة يظل كامنا في النفس كالأصل الذي لا يقبل الفناء؟!


لقد نمت داخلنا أسطورة الحب الأول بوصفها بعض حنين البداية إلى اللحظة المعرفية الأولية التي أكتملنا فيها بمعرفة الآخر، المرأة، فتعرفنا الحياة في صورتها التي كنا نجهلها، ودخلنا أفق الغواية الساحرة التي قادتنا إلى عوالم بهيجة سعدنا بها زمنا، وحتى عندما كان الحب الأول يفشل، نتيجة اصطدام مثاليته بواقع الحياة الخشن، أو نتيجة التفريق بين المحبين لأسباب عديدة، كان هذا الحب يظل باقيا في النفس كالواحة الظليلة التي تلجأ إليها الروح هربا من جحيم الحياة ولظى مشكلاتها.


ولكن هل يمنعنا الحب الأول من أن نحب بعد إنتهائه؟ وهل نظل في شوق إلى محبوبنا الأول بالقياس إلى أي محبوب نقع في غرامه بعد ذلك؟ ولماذا - إذا كانت الإجابة بالإيجاب - يظل المحبوب الأول كالحب الأول هو النموذج الأعلى الذي تتضاءل إلى جانبه كل النماذج اللاحقة في الحب؟


أوليس في هذا ضرب من السذاجة العاطفية أو الرومانسية التي سرعان ما نغادرها حينما نفارق عالم الصبا وندخل عالم النضج؟ وهل للحب الأول وجود حقا أم أنه مجرد وهم نصنعه لأنفسنا في مرحلة الأوهام من حياتنا، حين نستسلم لخيالنا كي نحلق معه إلى سموات من الحب الخيالي الذي نعيش في أوهامه متصورين أنه الحقيقة؟ وقد يكون للحب الأول أصل من الواقع،ولكن ألا يضيف إليه خيال صبانا الكثير الذي ينقله من عالم الواقع إلى عالم الرغبة التي لم تتحقق، والتي تظل قرينة الحلم الذي يشير إلى شئ غائر في النفس.


أجاب الشاعر العباسي أبو تمام عن مثل هذه الأسئلة التي لابد أن بعضها شغله كما شغل غيره على إمتداد العصور،وصاغ إجابته في بيتين يقولان: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى


ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى


وحنينه أبدا لأول منزل


وهما بيتان تنبني صياغتهما على تشبيه التمثيل الذي يثبت الدعوى التي يقومان عليها، فالبيت الأول يحمل الدعوى الجازمة التي تقول إن الإنسان مهما تنقل من حب إلى حب، فإن حبه الأول يظل الأصل الأجمل، بل يظل هو الحب بألف لام التعريف أو العهد. وحال الحب الأول في اكتماله بالقياس إلى غيره اللاحق عليه حال المنزل الأول الذي يألفه الفتى في الأرض التي عاش عليها، والذي مهما بعد عنه يظل حنينه الأول إليه بوصفه أول المنازل وأجملها في المخيلة.


ويعتمد أبو تمام في البيتين على العادات العربية التي تتجسد في شعرها، خصوصا الشعر الجاهلي الذي كان أقرب إلى البداية، والذي كان يقترن بتصوير حياة البادية التي كانت تضطر القبيلة إلى الإرتحال عن منازلها طلبا للماء، والتي كان إرتحالها نفسه سببا في الذكرى التي كانت تشد الشعراء إلى المكان المرتحل عنه بوصفه المكان الأول، المكان الذي كان يزداد توهجا في الخيال حين يقترن بالحب الأول، ذلك الحب الذي كانت تجسده القصيدة الجاهلية على مستوى التذكر الذي تبدأ به، التذكر الذي كان يحركه الوقوف على الأطلال، وتذكر الحبيب الأول المقترن بالمنزل الأول في الوقت نفسه.


وربما كانت براءة الحب الأول هي السبب في الهالة السحرية التي تحيط به، خصوصا من منظور الحرمان من الحبيبة، أو عدم الاقتراب منها بالمعنى الذي يبتذل حضورها، فالحبيبة الأولى في سنوات العمر الباكر كالهلال الذي أفرط في العلو، وضؤءه قريب جدا من السائرين في الصحراء، وإفراطه في العلو هو الباعث على تخيل ما ليس بقائم، وتصور ما لا يوجد، كالحب الأول الذي يبعث النفس الغضة على تخيل صفات الكمال والجمال في موضوعها الذي يظل فاتنا في مدى الرؤية، بعيد المنال على مستوى الوصال المادي العملي.


ولذلك تظل ذكراه في النفس مثل الاكتشاف الأول للحضور، أو المعرفة الأولى لمبدأ الرغبة قبل أن تتحول الرغبة نفسها إلى موضوع للتأمل أو التحليل، بل قبل أن تصبح الرغبة نفسها موضوعا قابلا للتحقيق، فتكتسب صفات المألوف المعتاد من أشياء الحياة اليومية. ولذلك يظل الحب الأول وضعا خياليا كالجنة المتوهمة التي ننزل منها بخطيئة ملامسة الواقع الخشن، فنظل نحلم بالعودة إليها، خصوصا كلما أوجعتنا جهامة هذا الواقع، أو نفرنا من شدة ألفته وابتذاله.


لا أظن أن شيئا من ذلك دار بخيال الشاعر العباسي أبي تمام. ولكن بعضه على الأقل كان في وعي الشاعر الحديث أحمد عبد المعطي حجازي عندما ألقى سؤاله: أرأيت إلى ورق غادر شجرة هل يستوطن شجرا آخر؟


أرأيت إلى إمرأة حرة


هل تهوى إلا صاحبها الأول؟


والسؤال نفسه يتضمن جوابه الذي يلتقي مع الدعوى التي صاغها أبو تمام حين جزم بأن القلب يظل دائما ميالا إلى الحب الأول الذي يحن إليه الفتى مهما تنقل بين المنازل اللاحقة. ولكن الحب الأول يتداخل مع معنى الهوية الأصلية عند حجازي، فهو المعنى الذي يكتمل به وجود الهوية في النفس للمرة الأولى، فيغدو راسخا يقاوم عوامل التغير، شأنه في ذلك شأن الشجرة التي تنجذب إليها كل الأوراق مهما تباعدت أغصانها،وشأن الصاحب الأول الذي لايمكن أن تنساه المرأة الحرة التي اكتمل حضورها بهذا الصاحب للمرة الأولى.


الحب الأول الذي يشبه أصل الهوية لايمكن التخلي عنه أو هجره بهذا المفهوم، حتى لو باعدت بيننا وبينه السنون.


هذه الهالة الأسطورية للحب الأول هي ما حاول إحسان عبد القدوس أن ينقضها في روايته «الوسادة الخالية» وهي الرواية التي شدتنا إليها، ونحن نفارق سنوات مراهقتنا، ربما لأنها فتحت أعيننا على الوهم الذي انطوينا عليه، فالبطل في الرواية كان يشبهنا، خصوصا في الفيلم الذي قام ببطولته عبد الحليم حافظ. وكان البطل طالبا أحب في سنوات صباه للمرة الأولى، وتمنى لهذا الحب ما أنشدناه معه وكلنا عواطف شاجية، ولكنه سرعان ما فقد هذا الحب، عندما أجبرت الحبيبة على الانصياع لرغبة أسرتها في الزواج من زوج لا تريده، ومضى الحب في رحلة الألم.


وأكسبه الألم صلابة المقاومة فخاض رحلة الحياة التي تكللت بالنجاح الكامل. ولكنه ظل حاملا الحب الأول في وجدانه، عاجزا عن تركه أو التخلي عنه، مجسدا حضوره الرمزي في وسادة خالية يلجأ إليها وحيدا، بعيدا حتى عن زوجته التي تزوجها، ويظل كذلك إلى أن تتعسر ولادة الزوجة التي كادت تضيع منه، فتدفعه الأزمة إلى الإفاقة من الوهم الطويل الذي ظل يحمله في داخله،


وينتقل من حلم الرغبة المحبطة إلى واقع الرغبة الواعدة بالمستقبل الذي يتمثل في طفل وليد، فيهجر الحب الأول الذي يتبدد كما يتبدد الوهم مع صحوة شمس الواقع، وينسى البطل الحب الأول الذي يبتلعه اللاوعي في الذاكرة التي ابتلعت كل قصص حبنا الأول


descriptionالحب الأول بين الوهم والحقيقة Emptyرد: الحب الأول بين الوهم والحقيقة

more_horiz

عقدة واثار الحب الأول عند الرجل أم المرأة؟

قديما قال أحد الشعراء :




نقل فؤادك حيث شئت من الهوى = ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الحي يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل



وهذا الشاعر لم يدرك كم كان دقيقا في تصوير مشاعر الانسان الاعتيادية والتي تجعله يرتبط دائما من الناحية الشعورية بأشياء كان لها الوقع الأول في نفسه , أو بمعنى اخر الاشتياق والحنين لأول حالة مفاجئة من المشاعر أو العواطف التي حدثت له تجاه شيء ما , سواء كانت هذه المشاعر تجاه جماد ( بيت , سيارة , ... الخ ) أو كانت تجاه أشخاص ( الحب الأول , الزوجة الأولى , العمل الأول ... الخ )

ولكن هل تتساوى هذه المسألة عند كلا من الرجل والمرأة

اترككم مع اجابه من علم النفس السلوكي
الواقع أن الاجابة هي " لا "


فالمرأة في هذه الناحية أكثر تأثرا وتعلقا من الرجل وحين نطلق أمرا كهذا على إجماله فنحن نعني طبعا الاغلبية , إذ لا بد ان هناك أعداد من الرجال يكون هذا الامر مؤثرا لديهم لكنهم عادة نسبة قليلة ولذلك في كل الكلام عادة يؤخذ القياس على الأغلبية ونفس الشيء مع النساء ...
المرأة بطبيعتها كائن عاطفي جدا لا ينسى بسهولة ما يتعرض له من تأثيرات وتيارات عاطفية خصوصا حين تكون للمرة الأولى ... فمثلا المرأة لا يمكن أن تنسى أبدا الرجل الذي يوقظ في أعماقها مشاعر الأنوثة ويشعرها بكونها إمرأة مرغوبة يمكن ان تحب وتحب ( بضم التاء ) , حتى لو لم يشعر ذلك الرجل نفسه بهذا الأمر , المسألة مختلفة بالنسبة للرجل إذ أنه يعتبر تجاربه الأولى بمثابة نزوات وحتى ان كان لها حجمها وتأثيرها النفسي عليه فهو لا يتأثر بها كما تتأثر المرأة , الرجل لا يقدس الحب ويعظمه كما تفعل المراة , نعم هو يجل هذه المشاعر لكن ليس بذات القوة والكيفية الموجودة عند المرأة , أو كما يقال في الأمثال الغربية " الحب هو تاريخ المرأة . . وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل ....

ومن هنا يمكن ان نقول ان كثيرا من الرجال يتجاوزون مسألة " الحب الأول " هذه ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي مع شريك الحياة بينما قليل من النساء التي تنجح في فعل هذا خصوصا حين ترزق بزوج يطغى جانبه السلبي على الايجابي فهنا تعود لها كل ذكريات الحب الاول بقوة وتبدأ في عملية المقارنة والتحسر أحيانا وربما الندم ....

وبما ان هذه المسألة ليست بذات القوة والتأثير بالنسبة للرجال ما عدا فئة قليلة جدا منهم , وفإن المشكلة هنا تكون مع المرأة التي قد يتسبب عيشها داخل قوقعة " الحب الاول " أو عملية استرجاع ذلك الحب ولو بالخيال في حصول مشكلة كبيرة قد تمنعها من الارتباط مجددا , أو قد تدمر حياتها الزوجية إن كانت قد أرتبطت بالفعل

وأول ناتج سلبي ينجم من عملية استرجاع الحب الأول واسقاطه على الواقع هو عملية " المقارنة " التي تجريها المرأة والتي يؤكد كل علماء النفس أنها عملية خاطئة تماما لانها بعيدة عن الاسس المنطقية التي تكفل سلامة المقارنة وصحة نتائجها

ماذا يعني هذا الكلام

يعني أن المرأة مثلا قد تمر بتجربة الحب الاول مع شخص تفترض فيه كل الصفات الرائعة ثم يحصل ان لا تعيش هذه التجربة او يكتب لها النجاح , ويمر الوقت وترتبط المرأة بطريقة رسمية بشخص اخر وتبدأ بعد فترة مشاكل الحياة الزوجية المعتادة وتعبها أو قد تظهر جوانب سلبية في الزوج نفسه سواء من حيث الشكل أو المضمون وهنا تبدأ المرأة في عملية " المقارنة " أي مقارنة وضعها الحالي بوضعها الافتراضي لو كان الزوج الحالي هو الحبيب الاول

وأبسط سبب يتفق عليه كل العلماء حين يؤكدون خطأ هذه المقارنة هو أنه في أي مقارنة عملية صحيحة يجب ان تكون الظروف والعوامل المحيطة بهذه العملية متشابهة تماما مع الظروف والعوامل المحيطة بالعملية الأخرى التي نقوم بمقارنتها مع الأولى , بمعنى أن المرأة تندفع للمقارنة وتتخيل ان وضعها كان ليكون أجمل أو أكثر رومانسية مع الحبيب الاول مقارنة بوضعها مع الزوج الحالي وتنسى ان الزوج الحالي يمر بظروف وعوامل لم يمر بها ذلك الحبيب وهذه الظروف والعوامل لو مر بها ذلك الحبيب لما تبدل الوضع بل ربما صار أسوأ
فالزوج الحالي يواجه ضغوط الحياة ومتطلبات الأسرة ومسئولية الزوجة والاطفال وهم تأمين مستقبل أسرته وتطوير نفسه و...و.... وكل هذه الاعباء والضغوط تؤثر حتما على نفسيته وسلوكه وهذا التأثير يختلف من شخص لاخر ويتفاوت لكنه دائما موجود , وقد ينجم عن هذا الضغط النفسي ان يقصر قليلا في حق زوجته سواء من الناحية النفسية او المادية او العاطفية وهذا شيء غصبا عنه لكن المرأة – عادة - لا ترجع سبب هذا لما يعانيه هذا الزوج من ضغوط بل تبدأ تلقائيا كما اسلفنا في المقارنة وتتخيل ان الحبيب الاول لو كان موجودا في مكان هذا الزوج لكانت الحياة أجمل وأكثر رومانسية و أقوى عطاءا وحبا


وهذه مقارنة ظالمة بالفعل لان ذلك الحبيب جاء ورحل بدون ان يتحمل أي مسئولية حقيقية بل كانت المسألة كلها عبارة عن مشاعر سواء كانت جارفة ام كاسحة فهي تظل مرحلة عقلية قلبية بحتة لا فيها مواجهات مباشرة ولا ضغوط ولا تحديات , وقد تعترض بعض النساء وتقول أن الحبيب الاول قد يحصل معه تحديات ومواجهات كأن يصر على الزواج بمحبوبته لكن لظروف مختلفة وتعنتات يواجه بالفشل أي انه هنا بذل جهدا جسديا ونفسيا وواجه ضغوطات , وأقول ان هذا ايضا لا يعول عليه كمقياس يصلح للمقارنة مع وضع زوج موجود بالفعل في محك الحياة الزوجية العملية , ومن الإجحاف أن نقارن تلك الضغوط التي تعرض لها العاشق الاول بالضغوط التي تواجه زوج مسئول مسئولية كاملة عن حياة ومصير أسرة فيها زوجة وأبناء ...
بل بالعكس ربما لو عكست الادوار ووضع العاشق الولهان مكان الزوج المتفاني لانهار العاشق او كشف عن وجه اخر لا تصدق المرأة انه كان موجودا فيه


إذن مسألة " الحب الاول " هذه هي مجرد وهم تبحث عنه المرأة لتهرب من واقعها الذي قد لا يعجبها وبدلا من ان تحاول ان تتكيف معه تبحث عن حلول أخرى في عوالم خيالية لا تمت للواقع بصلة وتحصر نفسها في قوقعة الحب الاول وقد تتسبب في تدمير حياتها بالفعل وتخريب بيتها في سبيل خيال زائف او قناعة غير عادلة تفرضها المشاعر والعواطف قبل العقل والمنطق

وإنه من المؤسف ان تجد كثير من النساء تدمرت حياتهن سواء قبل أن تبدأ او بعد أن بدأت بالفعل بسبب فكرة الحب الاول الذي ظل مسيطرا على تفكيرها وكيانها , وظل يمدها بتصورات زائفة لحياة مثالية ناعمة ليس لها أساس منطقي أو عملي ....
بل المثير أكثر ان بعض النساء تقوم بطرح هذا الامر على الزوج من باب المصارحة ومشاركة الاسرار وتنسى كل إمرأة انه لا يوجد رجل في العالم لا يتمنى ان يكون هو الحب الاول والاخير في حياة إمراته ... وفي الواقع إن المرأة التي تخفي هذا عن زوجها ثم تستمر في العيش فيه ولو من باب الخيال فهي تمارس الخيانة على نطاق معنوي , فالخيانة ليست الخيانة الجسدية فقط بل هناك أنواع عدة ...


" الحب الأول " مسألة يجب ان تظل محصورة ضمن حدودها الحقيقية وان لا تتعدى هذه الحدود لتصبح مشكلة ومأساة تفرز تأثيرات سلبية على حياتنا فيما بعد ... الانسان مخلوق عاطفي يتأثر بتجاربه الانسانية القديمة والحديثة .. هذا صحيح .. لكن عليه قبل كل شيء أن يزن هذه التجارب بعقله وألا يجعل الامر مجرد انسياق وتحكم من قبل المشاعر فقط وأن يدرك أين تكمن راحته ومصلحته الحقيقية ... "

الحب الأول " مجرد وهم المرأة الذكية فقط من يستطيع ان يتحرر منه ...



عدل سابقا من قبل Admin في الأحد يونيو 08, 2008 11:03 pm عدل 1 مرات

descriptionالحب الأول بين الوهم والحقيقة Emptyرد: الحب الأول بين الوهم والحقيقة

more_horiz
د. محمد سعيد رمضان البوطي

ثم شاءت إرادة الله أن أكتب في الحب.. فكان أن قمت بترجمة تلك المأساة (مم وزين) وأوليتها الكثير من إحساسي وعميق وجداني ولما خرجت بها على الناس ، أقبل إلي عندئذ من ينكر علي ذلك. ويسألني لماذا أكتب في الحب !.. وسبحان من جعل الناس يسلكون طرائق قددا. وجل من قضى أن تكون مرضاة الناس كلهم غاية لا تدرك، والحكم العدل أمام كل تناقض وعند كل مفترق طريق إنما هو الدين، فكتبت عندئذ هذا الفصل في بيان موقف الدين من الحب.
وهل عليَّ حرج إن تحدثت في الحب؟..
ربما توهم بعض الناس ذلك!.. فأنا لا أزال أذكر يوم أن ترجمت تلك القصة العاطفية (مم وزين) وخرجت بها على الناس، وهي قصة ليس فيها من الحب إلا أنينه وآلامه وسموه وعفافه، فقد انهال عليَّ يومها، إلى جانب عبارات الإعجاب كثير من كلمات النقد والعتاب.
وعجبت طائفة من الناس، وراحت تتساءل: كيف يستقيم أن يكتب الإنسان في دقائق الفقه والأصول ، ثم ينقلب فيكتب في رقائق الشجو والحنين؟.. وقال قائل منهم: شيخٌ، ويتكلم في الحب ؟!..
وأجمعت العزم إذ ذاك على أن أكتب فصلاً في هذا الصدد، فقد رأيت أن هذا التعجب أو الاستعظام ليس إلا واحدة من النتائج الكثيرة لما استقر في أذهان بعض الناس من صورة غير صحيحة عن الإسلام!..
ثم عرضت لي شواغل صرفتني عن كتابة هذا البحث، ثم إني نسيت الحادث ومر زمن طويل ، فلم أكتب شيئاً.
وفي هذه الأيام ، ذكَّرني شاب من الناس بما كنت قد عزمت على كتابته من قبل، وسألني سؤالاً جدَّد فيَّ العزم على نشر ما قد كنت طويته في نفسي ولم أكتبه، ورأيت أن أجعل من حديثي مع هذا السائل وجوابي له، مقالاً أكتبه في هذا الموضوع.
سألني الشاب، بعد أن استوثق أني لن أضيق ذرعاً بسؤاله:
ما رأي الإسلام في الحب؟ ..
فقلت له: عليك أن تصحح صيغة السؤال أولاً ، فإن الإسلام ليس رجلٍ من الناس ولا هو تأليف رجل من الناس، حتى يكون صاحب رأي وفكر فيما يقرره ويرتئيه، وإنما الإسلام مجموعة الأحكام الإلهية التي ألزم الله عزَّ وجلَّ بها عباده قضاء مبرماً لا خيرة لأحد من الناس فيها.
ولو كان ما ينطق به الإسلام من الأحكام رأياً، لكان لكل رأي آخر أن يتكافأ معه في النظر والبحث ، فما كانت الحقيقة لتتبدى ظاهرة لرأي عاقل واحد، وتتستر محتجبة عن عقول الآخرين.
وما أظنك يا هذا إلا متأثراً – من حيث لا تشعر- بتلك الكلمة التي صاغها خبيث متقصِّد، وراح يختم بها آذان الناس في حديث إذاعي متكرر، وهي كلمة (رأي الدين) وذلك كي تنصقل في آذان الناس فتنفذ منها إلى عقولهم فيستقرَّ فيها من حيث لا يشعرون أن أحكام الإسلام إن هي إلا آراء إنسانية من السهل جداً أن تُقرع بآراء مثلها.
فهي كما تقول: رأي علم الاجتماع كذا .. ورأي الفلسفة كذا... ورأي علم الطبيعة كذا... وللدين أيضاً رأي بين هذه الآراء وهو كذا !!.. ومعاذ الله أن يكون الأمر كذلك.
إن الدين الحق إنما هو خطاب خالق الكون كله للنخبة الممتازة من مخلوقاته آمراً وناهياً ومقرِّراً، وهيهاتَ أن يقارع شيء من ذلك بنقد أو برأي.. إذاً لكان للرأي أن يقارع شيئاً من قضاء الله في خلقه، فليسَ هذا إلا مثل ذاك وما كلاهما إلا مظهر لعبودية الإنسان لمالكه وخالقه جلَّ جلاله.
ثم قلت للسائل، وإنما ينبغي أن تكون صيغة سؤالك:
ما هو حكم الإسلام في الحب؟
قال: فهذا ما قصدته وإنما سبق لساني إلى الصيغة الشائعة كما قلت.
قلت له: ولكن الإسلام لا حكم له في الحب ، أرأيت أن الإسلام يحكم بشيء على الكراهية والحزن والخوف والجوع؟.. فهو أيضاً لا يحكم بشيء على الحب.
وبيان ذلك أن أحكام الإسلام إنما هي عبارة عن التكاليف المنوطة بالعباد من إيجاب وتحريم وندب وكراهية وإباحة، وهي إنما تتعلق بما يصدر عن الإنسان من أفعال اختياريةٍ، لا بما استكن فيه من انفعالات ومشاعر قسرية، ومعلوم أن الحب من جملة الانفعالات القسرية التي لا سلطان للإنسان عليها.
ألم تسمعهم يقولون: الإسلام دين الفطرة؟
قال: بلى، قلت: الذي سمعته إنما هو من وصف رب العالمين له في مثل قوله جل جلاله:
(فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيِّم ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون)
ومعنى كونه دين الفطرة، أنه يلبي كل حاجات الإنسان وتطلعاته وأشواقه الأصلية في صورة من العدل والاستقامة والتنظيم، أي إنه لا يكبت في الإنسان شيئاً من مشاعره وانفعالاته ووجدانه، ولكنه يعلِّمه السبيل الأمثل إلى معالجتها والاستجابة لها.
فالإسلام لا يقول لك في شيء من أحكامه: لا تجع، أو لا تكره، أو لا تحب.
ولكنه يقول لك: إذا جعت فلا تسرق، وإذا كرهت فلا تظلم، وإذا أحببت فلا تنحرف.
ثم إنه يضع أمامك لمعالجة الجوع، مشروعية الكدح والعمل من أجل الرزق، ويضع أمامك لمعالجة الكراهية، نظام العدل والمقاضاة في الحقوق، ويضع لمعالجة ما تلقاه بين جنبيك من لواعج الحب قانون النكاح والزواج.
ومن هنا تعلم أن الإسلام لا يحاسب الإنسان على شيء من هذه المشاعر والانفعالات التي جبلت عليها النفوس، ولكن الإسلام إنما يحاسب الإنسان على ما قد يجترحه من أفعال غير مشروعة بسائق تلك المشاعر والانفعالات.
غير أن هذا كله ليس إلا جزءاً من الجواب على سؤالك، وتتمَّته أن تعلم بأن ما قلته لك لا يعني أن تعرض فؤادك لعواصف الحب وصواعقه المحرقة.. ذلك لأن التسبب إلى شيء منه داخلٌ في جملة الأفعال الاختيارية التي تستطيع أن تسيطر عليها لا في جملة الانفعالات التي لا قبل لك بها.
ومشاعر الحب والعواطف في كيان الإنسان ، أشبه ما تكون بسراج يتقد في غرفةٍ بليل، فإن أطفأت السراج انقلب المكان إلى ظلام موحشٍ دامس، وإن بالغت في رفع الذبالة ومد لسان اللهب، تحول السراج المضيء إلى نار محرقة قد تحيل الغرفة كلها إلى ألسنة من اللهب!..
وإنما يكون الحب في فؤاد الإنسان بمثابة السراج المضيء إذا كان الإسلام قد هذب كيانه وأقامه على صراط من الاعتدال الذي شرعه الله له، فلا هو يضرب على نفسه نطاقاً من الحرمان والقسوة المتجانفين عن هدي الإسلام، ولا هو يمد اليد والعين إلى كل ما يلوح أمامه من مظاهر المتعة والأهواء ويُذهب نفسه حسرات وراءها.
ثم إذا كان المجتمع من حوله، مهذباً هو الآخر بآداب الإسلام، كان هذا السراج المضيء في قلبه دليل سعادةٍ غامرةٍ تموج بعبير الزهر والريحان، لا تشوبها أشواك دامية ولا آلام كاوية، وإنما يبغي الإسلام من وراء ما يَشرعه من تهذيب للفرد والمجتمع تحقيق هذه السعادة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بإتباع منهجه وحكمه.
أما إن لم يكن المجتمع من حوله متَّسماً بآداب الإسلام ومتقيداً بحكمه، فإن له من عقيدته الجاثمة في قلبه وعباداته التي تملأ رحاب وجدانه، ما يضمن له السمو فوق مغريات المجتمع ومفسداته، ويعينه على التقيد بنظام الإسلام وحكمه.
على أن ذلك السراج المتَّقد من وراء ضلوعه، قد ينفث فيها بين الحين والآخر ضراماً كاويةً وآلاماً مبرحة، وقد تمتد منه إلى قلبه خفقات تذهب بنوم عينه وراحة فكره، ولكن اعلم أيها السائل أن مثل هذا الحب ما التقى في القلب مع عقيدة مسلمة صادقة، إلا كان لصاحبه منها مزيج من السمو الروحي العجيب، يُكسبه نشوة ورضى، يجدهما من خلال دمعه الساخن ويحسُّ بهما ضمن آهاته الصاعدة وما هذب الإنسان شيء مثل هذا الحب، وما بصَّره بأسرار الروح شيء مثل تباريحه ولواعجه !..
وكم في الناس من تعساء،إذ حيل بينهم وبين تطلعات حبهم، ولكنهم مع ذلك عاشوا سعداء بالحب نفسه !
معذبون.. يقطعون هدأة الليل في حسرات كاويةٍ تُشفق عليهم منها النجوم في سمائها البعيدة، ولكنهم أسعد بذلك العذاب من النائم الذي يغط مستغرقاً في أحلامه الرائعة !..
هائمون .. لا يفقهون من شدو العنادل في الخمائل والرياض، إلا رجع الأنين المنبعث من صدورهم، ولكنهم أطرب لما يسمعون من أولئك الذين يصغون بآذان ملؤها اللهو والمرح.
وهل في الدنيا كلها عذاب أبعث على النشوة من عذاب الحب ؟..
وهل سمع الناس عن نار تنشر كلما اتقدت مزيداً من عبق النعيم غير نار الحب ؟..
أو لم تسمع بقيس العامري، يوم أن ذهب أبوه إلى بيت الله الحرام ، بعد أن استيأس من ليلاه وحيل بينه وبينها، رجاء أن يدعو لنفسه بالشفاء من حبها فيجابَ دعاؤه ، فلما صار عند الكعبة، قال له أبوه: تعلق بأستار الكعبة واسأل الله أن يعافيك من حب ليلى، فتعلق بأستار الكعبة ولكنه قال:
اللهم زدني لليلى حباً، وبها كلفاً، ولا تُنسني ذكرها أبداً !..
ثم قلت للسائل:
ولكن إياك أن تخطئ فتحسب أن هذا هو الحب الذي يتحدث عنه كثير من أدعياء الأدب اليوم في كتاباتهم، والذي يمثله الممثلون في أفلامهم، ويتهامس به كثير من الشبان والفتيات في خلواتهم.
إنَّ هؤلاء أبعد ما يكونون عن المعنى الذي ذكرناه، وإنما الحب في حسابهم شيء لا يتجاوز خائنة الأعين وتقلباتها، إنهم إنما يفقهون من الحب ذاك الذي يتسلَّل حيث عيون الشرف والدين غافلة، ويختفي حيث تبدأ قداسة الشريعة وروح الزواج !..
والحب عندهم ، كلمات منمَّقة تصاغ منها شبكة صيد توضع كل أسبوع في طريق ضحية جديدة!..
فلو تجسَّد هذا الحب، لما رأيته تمثَّل إلا في أقبح ما يمكن أن يُتصوَّر في الكيد والظلم والامتهان!..
فإن كنت عن هذا الحب تسألني، فاعلم أنه ليس إلا مكيدة مقنعة جاءت تتسلَّل في مظهر انفعال متألم خافق!.. وأين هذا مما قد وصفته لك؟..
الحب .. الذي يشدو به كثير من الناس اليوم، ليس إلا كلمة غاص كل ما قد كان فيها من الفضائل وتجمع كل ما لم يكن فيها من الرذائل.
كان الحب سراً من أسرار القلب يربي في فضائله، ويحوط بالحفظ كمالاته، ويغرس في النفس بذور الرحمة والإنسانية بعد أن يقتلع منها جذور الأثرة والأنانية ، فكان بذلك خير مهاد لبناء الأسرة وأفضل روح لتضامن الأمة وأقوى زناد لتفجير ينابيع الحكمة وإذكاء شعلة الأدب.
أما اليوم.. فقد غدا الحب سراً من أسرار (التواليت) يثير في النفس غرائزها، ويقتلع من الروح فضائلها، ثم إنه قد أصبح عرضة للسلب والنهب ، تجد بواعثه في كل سكة وشارع وزقاق ومزدحم!..
وبذلك أصبح أسوأ مدمرٍ لكيان الفرد والأمة، وأعظم خطر على بناء البيت والأسرة.
وما قد يصفه لك بعض أرباب هذا (الحب) من لواعجه وآلامه، إنما هو من نتائج الغيرة الطبيعية في الإنسان وليس من نتائج الحب المزعوم في شيء.
وإنما تتسعَّر الغيرةُ بين جوانح أحدهم، بسبب ما ذكرناه من أنهم صلي على النبي الكريم صلى الله عليه وسلمسون حباً قد أصبح عرضة للسلب والنهب، في جو من التحلل الذي لا تردُّ فيه يد لامس: تبتسم الفتاة لصاحبها الأول فترة قصيرة من الوقت تظللهما أجنحة الأحلام ثم ما هو إلا أن يفاجأ بها تبتسم لخليلها الثاني، فيلتفُّ سُعار الغيرة على قلبه وتقيمه اللواعج دون أن تقعده.. ثم يمضي يُنشد في حاله الشعر ويبعث من صدره الأنين، ظاناً أنه إنما يعاني من برحاء الحب المتأجج في قلبه، وهو إنما يعاني من آلام الغيرة النابعة من سوء مجتمعه.
وما أعظم الفرق بينهما لمن يعلم !..
عذاب الحب .. يسمو بالكيان الإنساني كله إلى صعيد من النشوة الراضية ، يتنفس المحب فيها بالدمع ويتغنى بالألم ويطرب بالوجد، وهو لهذا يعتبر أرق لحن عرفه المجتمع وأبهى زهرة فاحت في أرجائه.
وعذاب الغيرة .. يحبس صاحبها في مضيق خانق، يعصر القلب بالحقد، ويملأ الرأس بأخيلة دكناء من الكيد ومظاهر النقمة والإجرام، وهو لهذا يعتبر وباءً في المجتمع وشؤماً في طريقه وخطراً على سعادة أهله !..
قال السائل.. وقد لمعت عيناه ببريق من الخبث المتأدب:
أراك يا سيدي خبيراً ودقيقاً في هذا الباب !..
قلت له:
الحمد لله الذي هو أهل للمحامد كلها، على كل حال.
وأشكره شكر عبد أيقن أنه مملوك له في السراء والضراء...
ونظر إلي الشاب ينتظر مزيداً من الشرح
فقلت له:
حسبك ما قد سمعت !..

descriptionالحب الأول بين الوهم والحقيقة Emptyرد: الحب الأول بين الوهم والحقيقة

more_horiz
رأي الشباب العربي في الموضوع :

ما بين الوهم والحقيقة تتراوح المشاعر تجاه الحب الأول. البعض يعتقد أن ذكرى الحب الأول لن تمحوها الأيام ولا السنين. والبعض ينظر إليه على أنه مجرد وهم طفولى، ومشاعر مراهقة طبيعية يمر بها الإنسان. البعض يعيش على الذكرى ويتمنى لو عادت به الأيام، والبعض يحاول أن ينسى تلك الذكريات ويعتبرها ماض انتهى ولن يعود. مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود أجرى التحقيق التالى:
غالبا ما تكون فى حياة كل منا قصة حب أولى. البعض ما زال يحمل ذمريات طيبة عنها، والبعض انتهت قصة حبهم نهاية حزينة لا يريدون تذكرها. البعض أحب عن بعد، والبعض انغمس فى الحب وعاش أصدق لحظات من المشاعر البريئة. والبعض يرى أن الحب الأخير هو الوحيد الحب الحقيقى على أساس أن المسائل نسبية. وهكذا يقول ياسر عبد الله (بكاوريوس علوم قسم فيزياء دفعة 2003) إن الحب الأخيرهو أصدق حب مهما كان ترتيبه. فالحب الأخير يقضى على أى أثر للحب الأول. ولكن الحب الأول يترك أثرا لا يمكن اعتباره إلا جزء من الذكريات. وأنا شخصيا كان الحب الأول بالنسبة لى هو الحب البرىء العذرى. وهو كان حبا صامتا بدون كلام. فقد كان حبا من طرف واحد أو هو ما يمكن أن تسميه إعجابا بشخصية جارتى. وقتها كنت شخصا غير مجرب ولا خبرة لى بالمشاعر، ولذلك اندفعت فى الحب من طرف واحد إلى حد كبير. ولدرجة أننى لم أجروء على مصارحتها بحبى لأنى لم أكن جريئا، وهى كانت جارتى وخفت من مصارحتها حتى لا أفسد الأمر بين عائلتى وعائلتها لأنى لم أكن واثقا من رد فعلها. وقد استمر الوضع على هذا الحال حب من طرف واحد لمدة تصل إلى حوالى 4 سنوات. ولكن الحب الأخير لو كان صادقا فهو يمكن أن يجعلك تنسى الحب الاول. لأن الحب الأخير غالبا ما يكون قد وصل إلى درجات نضج أعلى من الحب الذى قبله نتيجة لأن الإنسان يكتسب المزيد من الخبرة مع مرور الأيام، ويستطيع أن يتحكم فى عقله وعواطفه بشكل أفضل. وحول معايير الحب الحقيقى يقول إنه الحب الذى يعطى الإنسان شعورا بالاتزان الداخلى. ولكن مشلكة الرجل فى مجتمعنا الشرقى أنه ذو طبيعة عاطفية تختلف عن المرأة. فالرجل يمكنه أن يتخلص بسهولة من أثر الحرب، ويدخل فى علاقات جديدة. أما المرأة فتواجه صعوبة فى التحول النفسى و استعادة التوازن بعد انتهاء العلاقة العاطفية. كما أن الرجل يمكنه أن يحب أكثر من امرأة فى نفس الوقت، ويشعر أنه حب حقيقى. وحتى لو كان الرجل منغمسا فى علاقة عاطفية ويشعر انها علاقة حقيقية فإن ذلك لا يمنعه من خوض المغامرات العاطفية.


وتقول منار الشاذلى طالبة بالسنة الثانية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق 19 سنة إن الحب الأول ترك لديها إنطباعات سيئة.وتقول إن أول حالة حب مرت بها كانت مع شاب من أقاربها. وبدأت علاقتهما منذ أيام الدراسة الثانوية، وتصارحا بالحب. واستمرت العلاقة حوالى سنتين. وبعدها فوجئت به يتركها بسبب دخوله فى علاقة حب مع فتاة أخرى. وقال لها إنه لم يكن يحبها حقيقة، ولكنه أوهمهابالحب لأنه أراد أن يحافظ عليها من التعارف على شباب يمكن أن يلعبوا بعواطفها وهى الفتاة البريئة. وتقول منار كنت أشعر أنه لا يحبنى، ولكننى كنت أضحك على نفسى و أوهم نفسى أننى أحبه. وأعتقد أن مشارعى فى تلك اللحظة كانت ككأى فتاة شابة فى مجتمع تقليدى. وفى مرحلة التكوين النفسى والعاطفى وكنت بحاجة إلى شاب يقف بجوارى.. يحبنى، ويمنحنى المشاعر التى تحتاجها البنت فى تلك الفترة من حياتها حتى تشعر أنها فتاة مكتملة الأنوثة ومرغوبة. وفى النهاية اعتقد أن العيب لم يكن فيه لأننى فى الحقيقة أنا الذى كنت أخدع نفسى. ولهذا تركت هذه العلاقة فى ذهنى ذكريات سيئة. وبعدها تجاوزت الأزمة و دخلت فى تجربة أخرى. ولكننى فشلت مرة أخرى فيها لأننى لم أستطع أن أحب الشخص الثانى. ولكننى كنت وقتها بحاجة إلى شخص ينقذنى من أزمتى العاطفية. ولكن مع مرور الأيام اكتشفت أنه لم يكن حبا من جانبى فتركته. مه أنه هو كان يحبنى. وقد انتهت هذه العلاقة من سبع شهور، ومن ساعتها حتى الآن لم أدخل فى أى علاقة اخرى. وحول السبب فى هذا تقول أننى لم أجد الشخص المناسب لى.. وليس موقفا عدائيا تجاه الحب. أنا مؤمنة بفكرة الحب ولكن بشرط أن يكون عن وعى، وأن يختار الانسان الشخص المناسب له، وأن لا تكون بينهم فروق كبيرة تسبب فجوة بينهما. فالحب لا ينفى المشاكل لأن الحبيبين يكونان سعداء بالعلاقة فى أول الأمر، ولكن مع مرور الوقت يبدأ التفكير فى الواقع وتظهر المشاكل. ولهذا لا بد أن يكون هناك تقارب ثقافى وفكرى بينهما.

وتقول أختها رحاب الشاذلى إن تجربة الحب الاول كانت جميلة، ولها ذكريات لا يمكن ان تنساها مع مرور الوقت. وكانت تجربة الحب الأول بالنسبة لى قد بدأت فى المرحلة الثانوية وانتهت فى أثناء سنوات دراستى الجامعة. كان حبا متبادلا بيننا. ولكن الحب انتهى بسبب ظهور اختلافات فى مستوى التفكير بيننا. كما أن الظروف المادية أيضا وقفت عائقا فى طريق ذلك الحب. ورغم حبه لى إلا أن الظروف أدت لإنها تلك العلاقة. ومع ذلك فأنا لا أعتبر هذه العلاقة علاقة حب حقيقية لأن الحب الحقيقى يكون كلا متكاملا. ومن المفترض أن يكون هناك توازن أو اتساق بين العقل والقلب. وفى رأييى أن الحب الحقيقى لا يولد إلا بعد الزواج، بعد أن ينكشف كل طرف أمام الآخر بشكل كامل. فمع الحياة الزوجية تولد المشاعر الحقيقية. وبعد الزواج تكون المشاعر قد أصبحت واقعية لأن الطرفان يكونان قد مرا بظروف صعبة، ومحكات عملية تثبت هذا الحب. وأعتقد أن الحب الأول لا يحدق فى مجتمعنا بسببالطبيعة المنغلقة لهذه المجتمعات. ولهذا عندما يحدث تعارف بين الشاب والفتاة يوكن هناك اندفاع فى المشاعر يؤثر على مصداقية الحب. أما فى المجتمعات المفتوحة فتكون المشاعر أكثر استقرارا.

وترى أمنية طلال 24 سنة صحفية تحت التدريب أن فكرة الحب الأول فكرة وهمية، وأن الشباب يتوهمون هذا الحب. وهى لا ترى أى فرق بين الحب الأول أو الثانى أو الثالث. والناس أصبحت تنسى المشاعر وتعود لتحب من جديد. وأعتقد أن فكرة الحب الأول تسيطر فقط على الشباب فى مرحلة المراهقة. وعندما تمر مرحلة المراهقة يصبح الشاب أو الفتاة أكثر عقلانية. وعندما يخرج الشاب أو الفتاة من هذه المرحلة يتخلصان من هذا الوهم. وبالنسبة لى أنا أعتقد أن هناك خللا فى المفاهيم بمعنى أن أى مشاعر بداخلنا كشباب نفسرها على أنها حب، دون أن نتاكد من حقيقة مشاعرنا أو أن نتأكد من أن الشخص الذى نحبه مناسب لنا فعلا. وهذه هى المشكلة التى تجعل من الحب الأول مسيطرا على مشاعرنا. والعيب فى مجتمعاتنا أن معظم الشباب يفسرون الاعجاب على أنه حب بينما هو فى حقيقة الأمر يمكن ان يكون مجرد إعجاب عابر. وكلما ارتقينا لمرحلة عمرية أخرى يزول هذا الاعجاب. كما أن طبيعة نشأتنا كشرقيين فى مجتمعات تفصل بين الولد والبنت تجعلنا عرضة للأوهام. ونحن بحاجة إلى تغيير المفاهيم البالية ومن الضرورى أن تكون هناك تنشئة سليمة تشجع على الاختلاط حتى يصبح أمرا طبيعيا. وبعدها لن تكون هناك أى مشكلة بدون الولد والبنت. وغالبا تبدأ المشكلة فى مجتمعاتنا مع المرحلة الجامعية باعتبارها أولى مراحل الاختلاط. وهنا يرى الولد مجموعة من البنات للمرة الأولى، والبنت تشاهد مجموعة من الأولاد للمرة الأولى. وهنا تبدأ عمليات اللخبطة فى المفاهيم، ومع قلة الخبرة وصغر السن يعتقد الطرفان أان هذا حب ويصطدمان فيما بعد بالواقع. وتكمل قائلة.. الحب فى حياتنا لم يعد كحب زمان. الحب فى زماننا أصبح تيك اواى. ومن النادر أن نجد من يحب حبا حقيقا أو يخلص فى مشاعره سواء كان ولدا أو بنتا.
ومثلا لدى نماذج واقعية من الحياة. فهناك صديق لى أكبر منى بسنة تقريبا. كنا أصدقاء أثناء فترة الدراسة الجامعية. ولم يكن يمر أسبوع أو أسبوعان إلا ويحكى لى قصة حب حقيقية من وجهة نظره. وبعد فترة تتغير مشاعره ويتعرف على بنت غيرها، ويحكى لى مأساته ومشاعره. ورغم أنه انسان ناجح فى حياته المهنية إلا أننى أرى أنه غير ناضج فى حياته العاطفية. وهناك قصة أخرى عن إحدى صديقاتى من أيام الجامعة أيضا. وكانت إنسانة صادقة مع نفسها ورومانسية وكانت تحب أحد زملائنا حبا حقيقيا، ولكنه من النوع الذى يحب التغيير، وكل فترة نجده مع فتاة مختلفة. ورغما أنه صارحها بأنه لا يحبها إلا أنها ظلت 3 سنوات تدافع عن حبها، واستمرت فى حبه. ولكنها انتهت إلى الفشل. ولم تفق من وهم ذلك الحب إلا بعد تخرجها وبعد أن أدركت أنه لا فائدة من ذلك الحب.


أما منصور سعيد ظابط بالقوات المسلحة فيقول نعم هناك حب أول. ومن رأييى أن الحب الحقيقى الوحيد الذى يعيشه الإنسان ويستمتع به هو حبه الأول. وأى احساس بعد الحب الأول هو مجرد وهم، وسعى وراء بقايا ورواسب الحب الأول.ويقول منصور أنه مر بتجربة الحب الأول فى أخر سنة من مراحل الدراسة الإعدادية (المتوسطة)، واستمر معه ذلك الحب طوال سنوات الدراسة الثانوية. وكانت إنسانة رائعة ذات قلب حساس جميل. ويقول: عشت معها فترة المراهقة كلها. أجمل سنوات حياتى.. وأحسست معها لأول مرة بقلبى وهو ينبض، ومعها عرفت معنى الحياة ومعنى العاطفة. وكان حبنا يتميز بأنه تجاوب بين الطرفين. كل طرف كان يعطى يقدر ما يستطيع. ولكن مأساة الحب الأول أنه غالبا ما ينتهى إلى الفشل ولا تتطور العلاقة إلى زواج رغم أن هذا الحب يكون صادق من الطرفين. وهذا الحب يؤثر بعد ذلك على الطرفين إذ يعجز كل طرف عن تجاوز هذه المشاعر الجميلة، ويظل طوال عمره يبحث فى كل إمرأة يفابلها عن مواصفات حبيبته الأولى، وعندما يجد أى صفة مشتركة بين الانسانة التى يقابلها والحب الأول يندفع نحوها تلقائيا. وعظمة الحب الأول أنه قائم على العاطفة فقط، وليس قائما على الحسابات العقلية، وهو بذلك يتغاضى عن المنزلة الاجتماعية والفروق الطبقية والتعليمية، و ويكون حبا خالصا. ودائما لا يفكر طرفى الحب الأول فى الزواج كغاية، بل بعتبران أن الحب فى حد ذاته قيمة وهدف سام يعيشان من أجل الحب وله. وهما ينغمسان فى مشارهما لدرجة أنهما لا يفكران فى المستقبل وكيف سيكون شكل العلاقة فيما بعد، وكيف ستتطور أو تنتهى. المحبون دائما يكونون غارقين فى بحور من الرومانسية والعشق. ولا يهتمون بوضع النقاط على الحروف، ولا بتحديد النهايات. وإذا تدخل العقل فى الحب الأول فإنه يفسده، لأن الحسابات تفسد العلاقة السامية التى أقصدها. ويقول منصور أنه رغم إقباله على الزواج إلا أنه لا يشعر بنفس القدر من مشاعر الحب تجاه زوجته لأن حبه الأول كان قد أخذ منه أجمل المشاعر والذكريات. ويقول إن قصة حبه انتهت بضغوط من جانب أهل محبوبته لأنه ساعتها كان غير مستعد للتقدم للزواج. ولكنه يقول أنه رغم مرور 15 سنة على انتهاء تلك العلاقة إلا أنه ما زال يفتش فى وجه كل امرأة عن ملامح تتشابه مع ملامح محبوبته الأولى.
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد