قالوا: أمريكا أعدمت صدام حسين حتى لا يكشف عن الاسرار بينهما
قالوا: أمريكا هي التي سلحت العراق وأمدته بالسلاح الكيماوي لضرب الاكراد والايرانيين
"قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين" (صدق الله العظيم)
انه من المعلوم ان أمريكا دولة مؤسسات وشركات. فإذا أراد البيت الابيض تسليح دولة ما، يأذن للشركات الامريكية بتصدير السلاح لتلك الدولة مباشرة. وأحيانا يستطيع البيت الابيض التحايل على القانون الامريكي كما حصل في صفقة ايران گيت (أو جيت)، عندما أذن للشركات الامريكية بتصدير السلاح لإسرائيل، وقيام اسرائيل، نيابة عن أمريكا، بتحويل السلاح الامريكي لإيران عن طريق جنوب أفريقيا ودول أخرى، وذلك لأن إيران ظاهريا لا تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل.
الجيش الامريكي بنفسه لايملك مصانع سلاح، وإنما يشتريه من الشركات الامريكية المتخصصة في تصنيع السلاح.
إذا ارادت أمريكا تصدير السلاح لعراق صدام حسين، فلا بد لهذا السلاح ان يخرج من مصانع السلاح الامريكية "الخاصة" التي لا تملكها الحكومة الامريكية. ثم يمر هذا السلاح في الموانئ أو المطارات الامريكية، ويخضع لتفتيش الجمارك. ثم يذهب هذا السلاح مباشرة للعراق. أو يمر عن طريق دولة أخرى كما حصل في فضيحة التسليح الامريكي لإيران.
من الوسائل التي اتبعتها الادارات الامريكية المتعاقبة في تشويه سمعة صدام حسين رحمه الله هي إيهام العامة "السذج" بأن أمريكا هي التي صنعت صدام حسين وأمدته بالاسلحة الكيماوية. وهي صاحبة الفضل في انتصار العراق على ايران. وهذا كذب ومحض افتراء. ولا فضل لأمريكا البتة في أي انجاز حققه العراق في عهد صدام حسين رحمه الله، لا عسكري ولا مدني.
بعد حرب الكويت سنة 91 أصيب ما لايقل عن 160 ألف جندي أمريكي بأمراض مجهولة تسببت في إعاقتهم. قام مجموعة من هؤلاء المصابين بمحاولة إيجاد الشركات الامريكية التي أمدت العراق بالمواد الكيماوية لمقاضاتها قانونيا، لأنهم يعتقدون ان سبب مرضهم هو اسلحة كيماوية استخدمها العراق في حرب الكويت. ومطالبين الشركات بمبلغ مليار دولار. هؤلاء صدقوا الدعاية الامريكية. واعتقدوا انه فعلا الشركات الامريكية امدت العراق بالكيماويات. وقاموا بتوكيل أفضل المحامين في أمريكا. والمبلغ كبير، ألف مليون دولار. وإليك النتيجه: بعد التفتيش في ملفات كل الشركات الامريكية المتخصصة في الكيماويات، وفي صادراتها ووارداتها في الموانئ والمطارات، لم يجدوا شركة واحدة أمدت العراق ولا حتى بقارورة صغيرة من المواد الكيماوية. لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة.
CNN.com - Gulf War veterans suing companies for chemical exports - Jan. 17, 2003
ومن رابط (السي إن إن) اعلاه، يقول التقرير، وهو يتحدث عن قضية الجنود الامريكان المعاقين، ان الشركة الامريكية الوحيدة التي صدرت مواد كيماوية لخارج أمريكا في فترة الحرب العراقية الايرانية هي شركة ألكولاك العالمية (Alcolac International). وكانت الشحنة الى دولة أخرى غير العراق. التقرير لم يذكر اسم الدولة. ولكن بالتأكيد لو كانت الدولة الاخرى ستوصلهم للعراق لذكروها. لأن هذه القضية يتابعها محامين مستقلين. بعد التحري وتقصي الحقائق تبين أن هذه الدولة الاخرى هي إيران. تجد هذه المعلومة على الرابط التالي:
International aid to combatants in the Iran-Iraq ...: Information and Much More from Answers.com
المعلومات على الرابط أعلاه تشير الى انها مستقاة من صحف ومجلات. وتقول بأن شركة ألكولاك العالمية، وفي سنة 1989، تم ادانتها بمخالفة قانون التصدير الامريكي بتصديرها مواد كيماوية الى ايران والعراق. ولكن من موقع (السي ان ان)، ينفي محامي الشركة ان تكون شركته قد صدرت أي مواد كيماوية للعراق. ولا يوجد أدنى دليل يثبت تعامل الشركة مع العراق، طبقا للمحامي. ويسخر المحامي من القضية ويقول بأنها لاطعم لها. ولو كان كلام المحامي غير صحيح، لاستطاع اصحاب القضية اثبات عدم صحته من خلال ملفات الشركة في المحكمة، لأن الشركة أدينت في القضية. والقضاء في أمريكا مستقل ولا تستطيع الحكومة الامريكية أو أي جهة أخرى في أمريكا تسييره كما تشاء. نستنتج من ذلك ان الشحنة كانت لإيران، ولا دخل للعراق فيها. إلا إذا واحد مسطول سيفترض ان أمريكا كانت ترسل الكيماويات للعراق عن طريق إيران، ليقوم العراق بعد ذلك بإستخدامها على الجنود الايرانيين! أمّا لماذا ذكرت بعض الصحف، التي اشار اليها الرابط أعلاه، اسم العراق في القضيه، فالسبب واضح، وهو إيهام الناس ان أمريكا قد ساعدت العراق في التسليح الكيماوي. ولكن عندما أعيد فتح ملفات القضية، ونظروا لها نظرة قانونية، لم يجدوا اسم العراق في أوراقها.
توجد شركة أخرى "حاولت" ارسال مواد ممكن استخدامها في تصنيع الاسلحة الكيماوية الى العراق. وباءت محاولتها بالفشل. اسم الشركة (الحداد التجارية)، يملكها رجل أعمال من أصل عراقي اسمه صاحب عبدالامير الحداد. في سنة 1984 حاولت شركة الحداد تصدير شحنة (بوتاسيوم فلورايد) الى العراق. ضُبطت الشحنة في مطار نيويورك وتمت مصادرتها. وبعد ذلك تم اغلاق الشركة في أمريكا. مالك الشركة، وفي سنة 2002، قبض عليه في بلغاريا بتهمة تهريب سلاح الى العراق، وربما لا يزال سجينا الى الان. من اسم الشركة واسم مالكها واضح انها مدارة من قِبل المخابرات العراقية. ولا دخل للحكومة الأمريكة في انشطتها. وعندما عرف الامريكان عن انشطتها المشبوهة أغلقوها.
الان لدينا قضية قانونية بقيمة مليار دولار. يقف ورائها أكبر المحامين في أمريكا. وعجزوا كل العجز في إيجاد أدنى دليل يثبت تعامل الشركات الامريكية مع العراق في المواد الكيماوية. ونقول لهؤلاء الذين يلغون في الفضائيات والصحف ومواقع الانترنت، اذا كان لديكم ما يثبت تسليح أمريكا للعراق فلماذا لا تذهبون الى أمريكا لمساعدة المحامين الامريكان في قضيتهم. القضية من 17 سنة لم تتقدم خطوة واحدة للأمام. اذهبوا وساعدوهم لتحصلوا على كم مليون من الالف مليون المرصدة للقضية. أما القيل والقال فاتركوه للعجائز. بإختصار، لا توجد اسرار بين أمريكا وصدام حسين رحمه الله. وأمريكا لم تسلح العراق ولا بمقدار قارورة صغيرة من المواد الكيماوية. ولا فضل لأمريكا مطلقا لا على العراق ولا على صدام حسين رحمه الله. ومن يقول بغير هذا الكلام، نطلب منه بأن يستحي على وجهه ويخبرنا عن طبيعة الاسرار وكيفية التسليح بين أمريكا والعراق. أمّا أن يقول أسرار أو تسليح كيماوي ثم يسكت، أو يقول قال فلان وعلان، وقالت الصحيفة الفلانية وقالت نيويورك تايمز أو غيرها. فنقول له، قل هذا الكلام لأطفالك قبل النوم، وبلاش دجل على الناس في الفضائيات والصحف ومواقع الانترنت. وإن المحامين في قضية الجنود المعاقين قد اطلعوا على أقول الصحف والمجلات اللي حضرتك تشير إليها، ولو وجدوا فيها ما يساعد قضيتهم لما تأخروا في الاخذ بها. ولكنها كانت سرابا يحسبه الضمئان ماء.
ومنهم من انتبه الى عدم وجود أي صلة بين الشركات الامريكية والعراق، فجائوا بكذب من نوع آخر. قالوا ان (السي أي أيه) تملك شركات متخصصة في المواد الكيماوية والبيولوجية ومقرها سنغافوره وجنوب أمريكا. وهذه الشركات التي يمولها (السي أي أيه) بالخفاء هي التي سلحت العراق بالاسلحة الكيماوية. وهذا طبعا هراء وكلام فارغ لا يقوم عليه دليل. ومن أين لهم معرفة علاقة (السي أي أيه) "السرية" بهذه الشركات، سوى الاشاعات والقيل والقال؟ ونقول لهم: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت. السؤال الان، هل كانت أمريكا تعلم المستقبل بكل تفاصيله ودقائقه وما ستؤول اليه الامور لكي تحيط علاقتها مع صدام حسين بهذا القدر من السرية التي لايمكن ان يثبتها بشر مهما علت مكانته السياسية أو القانونية؟!
انظروا الى مصادر الايوبي:
-----------------------------------------------
According to current and former U.S. officials, who spoke on condition of anonymity
تقول العبارة: طبقا للمسؤولين الامريكان الحاليين والسابقين الذين رفضوا ذكر اسمائهم (أو تحدثوا بصفة مجهول)
According to another former senior State Department official
طبقا لسيناتور امريكي آخر
One former U.S. government official, who knew Saddam at the time, said
أحد مسؤولين الحكومة الامريكية السابقين قال...
A former senior CIA official said
مسؤول سابق في (السي أي أيه) قال...
-----------------------------------------------
وأخيرا عُدنا للقيل والقال. واحد لم يذكر اسمه. ومصدر آخر. ومسؤل سابق. من هذا المصدر الاخر، ومن المصدر السابق، ومن الذي لم يذكر اسمه؟ أنا جبت لك قضية ممكن التحقق منها. وفي المحاكم لا يوجد شيئ اسمه شاهد مجهول. وإذا جاء الكاتب اللي حضرتك تنقل مقاله الى المحكمه، أول سؤال سيوجه اليه، هل انت شاهد عيان أم شاهد سماع؟ وان كنت شاهد سماع، ما هي مصادرك؟ وعندما يقول مصدري مجهول، سوف يرفس خارج باب المحكمه، ثم يحال لقضية أخرى بتهمة تضليل العدالة، وإضاعة وقت المحكمة بالاشاعات والقيل والقال.
الان قارنوا قضية الاسرار بإشاعة أشباه صدام. انظروا الى الاف الصفحات التي تتحدث عنها على الانترنت. وكم محطة فضائية تكلمت عنها وروجت لها، بما فيها الجزيرة و(السي ان ان) و (البي بي سي). ومن زعم انه قابل بعضهم وجلس معهم وحدثهم. أين ذهبوا هؤلاء الاشباه الان؟ نحن نريد ان نرى شبيه واحد. صدام راح الى رحمة الله. فهل تستطيعون اظهار شبيه واحد على قناة فضائية؟
وقارنوا قضية الاسرار بقضايا الجرائم المزعومة التي دوخوا بها العالم. وجميعكم شاهد قضية الدجيل وما حصل فيها من غش وتزوير. وهذه القضية التي قيل انها قضية مُحكمة بكل جوانبها، وثابتة على صدام كل الثبوت. ولم يستطيعوا اثباتها عليه الا بقضاة منحازين، وشهود زور مرتشين، وأوراق مزورة، وتكميم أفواه المحامين، وقتل المحامين، وأخيرا اصدار حكم غير قابل للاستئناف!
"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد"
وهذه الصور التي تنقلها لصدام حسين أو طارق عزيز مع رامسفيلد وغيره من المسؤولين الامريكان، هذه الصور لم تلتقطها كاميرة خفية. وإنما أخذت من خلال زيارات معلنة لا اسرار فيها. ووزعت رسميا على الصحفيين وظهرت بالتلفزيون الحكومي. ما هي المشكلة اذا قابل صدام حسين مبعوث امركي كما يقابل مبعوث أي دولة أخرى؟
ثم ان هذا الكاتب الذي ينقل عنه الايوبي يقول ان جمال عبدالناصر أيضا عميل السي أي أيه! وطبعا المصدر (مسؤول رفض ذكر اسمه)! يعني هؤلاء الذين يعتبرهم العرب مخلصين في قضايا امتهم هم الوحيدين عملاء لأمريكا!!! وفي هذا ادعوكم لقراءة المقال في الاسفل. وهو رد من سكرتير جمال عبدالناصر على وزير النفظ السعودي السابق أحمد زكى يمانى. وللاسف سكرتير عبدالناصر يصف وزير النفط السعودي بالمفكر العربي، وهو ليس كذلك. وهذه هي ملاحظتنا الوحيدة على السكرتير. اقرأوا المقال وانظروا كيف يتجنى الوزير السعودي على عبدالناصر وصدام حسين. وكان الاولى به ان يكتب عن حكومته السعودية الغارقة بعمالتها لأمريكا، وازكم فسادها الانوف.
---------------