اسألوا عن الديك
يحكى أن أب كان يعيش في قرية فلسطينية صغيرة هادئة جميلة مع أبنائه ثلاثة وابنته المدللة الجميلة، وكان يحبها حبا جما لكونها الوحيدة بين إخوتها .
وعنده أيضا مزرعة فيها ماعز وبقرة وديك له عرف احمر كبير جدا .
وكان الأب يستيقظ كل صباح عند صلاة الفجر على صياح الديك، ويوقظ أبناءه لصلاة الفجر .
وفي احد الأيام استيقظ الأب في الصباح متأخرا عن صلاة الفجر، وصب غضبه على الديك .وقال لم اسمع صياح الديك اليوم ، فاخذ مسرعا إلى المزرعة ، ولكن كانت الصدمة انه لم يجد الديك .......................................... لقد سرق .الديك؟
اخذ الأب يصرخ ويصيح على أبنائه وقالوا مالك يا أبت؟ قال : لقد سرق الديك ، ابحثوا عن الديك .
انطلق الأبناء الثلاثة بحثا عن الديك ، وبدأ أهل القرية يسخرون منهم كلما سألوهم هل شاهدتم الديك ؟ فرجع الأولاد وهم خجلون لان أهل القرية سخروا منهم وهم يبحثون عن الديك .
فقال الأب هل وجدتم الديك يا أبنائي ؟ قالوا : لا يا أبت ., فهز الأب رأسه وكان قد عبس وجهه عنهم .
وفي صباح اليوم الثاني نهض الأب ليحلب الماعز ، وعندما وصل إلي المزرعة فتح الباب فإذا الماعز قد اختفت ، فصرخ بأعلى صوته ، وأسرع أبناؤه وقالوا مالك يا أبت قال لقد سرقت الماعز .قالوا : سنبحث عنها اليوم ،قال ابحثوا عن الديك ، نظر أبنائه أليه وقالوا لقد سخر أهل القرية منا يا أبت ونحن نبحث عنه ، فعبس وجهه وقال ابحثوا عن الديك .
انطلق الأبناء الثلاثة بحثا عن الماعز ولكن أهل القرية اخذوا يسخروا منهم .
بالأمس ديك واليوم ماعز ! عاد الأولاد خائبين ، ونظر الأب نظرة بؤس لعدم العثور على الديك .
وجاء اليوم الثالث واستيقظ الأب كالعادة عند أذان الفجر واخذ يوقظ أبناءه لصلاة الفجر . ثم انطلق ليحلب البقرة . وعندما فتح الباب أصابه الذهول . لقد اختفت البقرة فصرخ بأعلى صوته وأسرع أبناؤه إليه قالوا مالك يا أبت قال : لقد سرقت البقرة .
قال الأبناء : يا أ بت سنبحث عنها اليوم في القرية ولكن الأب صرخ فيهم وقال : ابحثوا عن الديك ، قالوا : يا أبانا يسخر منا أهل القرية ، أن البقرة اكبر قال لا أريد غير الديك .
انطلق الأبناء كالعادة بحثا ولكن بدون جدوى .
وفي اليوم الرابع استيقظ الأب لصلاة الفجر وكان يبدأ دائما بإيقاظ ابنته المدللة الوحيدة بين ثلاثة شباب . وعندما اقبل على غرفتها ووجدها فارغة فصرخ بأعلى صوته واقبل عليه أبناؤه وقالوا : مالك يا أبت تصرخ قال : لقد سرقت أختكم .
فصك الأولاد على وجوههم وقالوا يا ويلنا .
فقال : الأب من يستهين بالقليل يهان عليه الكثير .