إن للشيطان أبوابا كثيرة ، و مداخل مختلفة يأتي منها ابن آدم ، و يستدرجه إلى المعاصي ، وإن أعظم ما يتسلل منه الى قلوب التائبين هو باب احتقار الذنوب واستصغارها ، وذلك بعد أن ييأس من اسقاطهم في كبائر الذنوب التي صرح القرآن بفحشها ، وعقب بالوعيد الشديد بعد ذكرها ، و لهذا كان آخر ما وصى به الرسول -صلى الله عليه و سلم- أصحابه هو اجتناب الصغائر من الذنوب ، فقال في حجة الوداع : (( أيها الناس ...إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرضكم هذه ، و لكنه سيرضى منكم بدون ذلك ، بالمحقرات، وهي الموبقات يوم القيامة .)) من خطبة حجة الوداع .رواية الطبراني.
وقد كان الرسول -صلى الله عليه و سلم- بعيد النظر فيما ذهب اليه من تحذير أصحابه من محقرات الذنوب ، لانه كثيرا ما تكون هذه المحقرات مصحوبة بظروف و ملابسات تجعلها من الكبائر التي توجب النار يوم القيامة .
و لذلك سنبين فيما يلي ما تعظم به صغائر الذنوب عسى أن يكون ذلك زاجرا لنا عن كل ما يغضب الله ، و ينجي من حبائل الشيطان و مصايده:
1-فأول ما تعظم به الصغائر: الإصرار و المواظبة، و لذلك قيل : لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الستغفار، فكبيرة واحدة تنصرم و لا يتبعها مثلها ، كان الغفو عنها أرجى من صغيرة يواظب العبد عليها .
2-و منها أن يستصغر العبد ذنبه، فإن الذنب كلما استعظمه العبد كان عند الله أصغر ، وكلما احتقره كان عند الله أعظم . كما جاء في قوله تعالى: (( و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) سورة النور 15 ، لان استعظام الذنب يصدر عن نفس خائفة من غضب الله تعالى ، مشفقة من عذابه ، كما يتبع هذا الخوف ندامة و عزم على عدم العودة ، بينما يكون استصغار الذنب صادرا عن جهل و غفلة ، ومن هذا المنطلق قال العلماء بأنه ليس هناك ذنب صغير أو كبير في ذاته ، وانما يرجع ذلك الى نفسية المذنب و حالته حين اقترافه معصية ما .
ولا يستصغر أحد ذنبه إلا من كان جاهلا بما جاء في القرآن الكريم، أو غافلا فهو غير مبال بما ورد من وعيد و تهديد في الشأن ، وكلاهما ينذر بسوء العاقبة، وإلا كيف يحتقر ذنبه من علم أنه سيحاسب عن مثقال ذرة أو ما دونها وإن شئت فقرأهذه الآيات المحكمات ففيها الخبر اليقين:
قال تعالى: (( و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين.)) سورة الأنبياء الآية 47 .
و قال: ((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..)) سورة الكهف الآية 48.
و قال أيضا: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.)) سورة الزلزلة الآيتان 8-9
إنه لا يقرأ أحد هذه الآيات ، ثم يستصغر بعدئذ ذنبا من الذنوب إلا من كان في قلبه نفاق ، وفي ذلك يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كذباب مر على أنفه فأطاره" رواه البخاري .
وقال الإمام علي -كرم الله وجهه-: لا تنظر إلى معصيتك ، ولكن انظر الى من عصيت فإن كانت معصيتك صغيرة فإن من عصيت عظيم!
3- و منها أن يفرح العاصي بذنوبه الصغيرة ، ويتبجج بها ، عوصا أن يتأسف ويندم عليها ، بل قد تدخل عليه تلك المعصية السرور و العجب بالنفس، فتجده يروي ما اقترف من الصغائر في المحافل و المجالس على وجه المباهاة، فمثل هؤلاء تكبر عندهم الصغائر، أحدهم ويغتر بستر الله عليه و حلمه عنه و إمهاله إياه، و لا يدري انه إنما يمهله ليزداد بالإمهال إثما، فيظن أن تمكنه من المعاصي عناية من الله تعالى به، و هذا غاية الجهل بسنة الله في إهلاك الظالمين، قال الله تعالى : (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون .فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين.)) سورة الأنعام الآيتان 44،45
تلك هي الأسباب التي تعظم به صغائر الذنوب فتهلك صاحبها ، والأجدر بكل مسلم أن يمسك نفسه عن الوقوع في كل صغيرة و كبيرة، وأن يبتعد عن كل سبيل يحتمل أن تكون عاقبته شرا، حتى يسد كل منافذ الشيطان و يأمن الوقوع في حبائله ، وليستعن في ذلك كله بالله تعالى ، لانه لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، و لا قوة على طاعة الله الا بتوفيق من الله تعالى .
وقد كان الرسول -صلى الله عليه و سلم- بعيد النظر فيما ذهب اليه من تحذير أصحابه من محقرات الذنوب ، لانه كثيرا ما تكون هذه المحقرات مصحوبة بظروف و ملابسات تجعلها من الكبائر التي توجب النار يوم القيامة .
و لذلك سنبين فيما يلي ما تعظم به صغائر الذنوب عسى أن يكون ذلك زاجرا لنا عن كل ما يغضب الله ، و ينجي من حبائل الشيطان و مصايده:
1-فأول ما تعظم به الصغائر: الإصرار و المواظبة، و لذلك قيل : لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الستغفار، فكبيرة واحدة تنصرم و لا يتبعها مثلها ، كان الغفو عنها أرجى من صغيرة يواظب العبد عليها .
2-و منها أن يستصغر العبد ذنبه، فإن الذنب كلما استعظمه العبد كان عند الله أصغر ، وكلما احتقره كان عند الله أعظم . كما جاء في قوله تعالى: (( و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) سورة النور 15 ، لان استعظام الذنب يصدر عن نفس خائفة من غضب الله تعالى ، مشفقة من عذابه ، كما يتبع هذا الخوف ندامة و عزم على عدم العودة ، بينما يكون استصغار الذنب صادرا عن جهل و غفلة ، ومن هذا المنطلق قال العلماء بأنه ليس هناك ذنب صغير أو كبير في ذاته ، وانما يرجع ذلك الى نفسية المذنب و حالته حين اقترافه معصية ما .
ولا يستصغر أحد ذنبه إلا من كان جاهلا بما جاء في القرآن الكريم، أو غافلا فهو غير مبال بما ورد من وعيد و تهديد في الشأن ، وكلاهما ينذر بسوء العاقبة، وإلا كيف يحتقر ذنبه من علم أنه سيحاسب عن مثقال ذرة أو ما دونها وإن شئت فقرأهذه الآيات المحكمات ففيها الخبر اليقين:
قال تعالى: (( و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين.)) سورة الأنبياء الآية 47 .
و قال: ((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..)) سورة الكهف الآية 48.
و قال أيضا: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.)) سورة الزلزلة الآيتان 8-9
إنه لا يقرأ أحد هذه الآيات ، ثم يستصغر بعدئذ ذنبا من الذنوب إلا من كان في قلبه نفاق ، وفي ذلك يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يرى ذنبه كذباب مر على أنفه فأطاره" رواه البخاري .
وقال الإمام علي -كرم الله وجهه-: لا تنظر إلى معصيتك ، ولكن انظر الى من عصيت فإن كانت معصيتك صغيرة فإن من عصيت عظيم!
3- و منها أن يفرح العاصي بذنوبه الصغيرة ، ويتبجج بها ، عوصا أن يتأسف ويندم عليها ، بل قد تدخل عليه تلك المعصية السرور و العجب بالنفس، فتجده يروي ما اقترف من الصغائر في المحافل و المجالس على وجه المباهاة، فمثل هؤلاء تكبر عندهم الصغائر، أحدهم ويغتر بستر الله عليه و حلمه عنه و إمهاله إياه، و لا يدري انه إنما يمهله ليزداد بالإمهال إثما، فيظن أن تمكنه من المعاصي عناية من الله تعالى به، و هذا غاية الجهل بسنة الله في إهلاك الظالمين، قال الله تعالى : (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون .فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين.)) سورة الأنعام الآيتان 44،45
تلك هي الأسباب التي تعظم به صغائر الذنوب فتهلك صاحبها ، والأجدر بكل مسلم أن يمسك نفسه عن الوقوع في كل صغيرة و كبيرة، وأن يبتعد عن كل سبيل يحتمل أن تكون عاقبته شرا، حتى يسد كل منافذ الشيطان و يأمن الوقوع في حبائله ، وليستعن في ذلك كله بالله تعالى ، لانه لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، و لا قوة على طاعة الله الا بتوفيق من الله تعالى .