آخر حلم
هذا أول كوخ في (التاريخ)..
وهذه آخر يابسة في (الجغرافيا)..
هنا يبدأ الطريق وينتهي..
ممنوع المرور قطعياً.. أتراها تحتاج إلى لوحات مرور تحذيرية، تبقيها بعيداً عن المتطفلين؟!
على مغزلها تنسج أحلاماً تقصر وتطول.. وتنثر كل بذور الوعد.. تنتظر بزوغ براعمه.. وتفتّح أكمام الأمل الساكن في الأعماق!
من قريتها المتوارية، المنفيّة خلف الدنيا، حملتها الريح وحيدة..
حينما تطلع النجوم تأتيها الأخبار:
- ماتت (ناجيَّة)..
- تزوجت (صبريَّة)جدّ رفيقتها!
أغار أهل (فوق) على أهل (تحت)..
- شيخ القبيلة الوقور صادر كل سكاكين القرية.. ومع ذلك.. تعارك القوم بالأسنان والأظافر!.
من نافذة الشرق ينبعث بخار نووي..
رائحة الخبز تختلط برائحة الموت..
وقطيع أرمد يتبعثر في الجبل بلا مأوى.. يبحث عن خاتمة في جوف ذئاب الليل.!
حينما يتأخّر الموت تمضي القطعان إليه بأرجلها..
وعلى مرمى حجر من ماء البحر، يصطرع الناس على بئر!.
٠٠٠٠٠
طيور النورس تعزف أغنية..
رحلت كل الغربان إلى الشرق.. حيث الأشلاء، لبقايا معركة دارت حول قليب.!
٠٠٠٠٠٠٠
أنا أول إنسان يأتي..
أنا آخر إنسان يبقى.. من أجلك أنت..
أنشر أشرعتي..
أضرب في اليم بمجدافي
أسكب في عينيك نجوم الليل...
أعبىء من ضوء القمر زجاجات لمساءات تأتي بعد أفوله..
ليبقى بدراً في كل ليالي الشهر.!
من أجلك التحف الأوراق المنقوعة في الحبر..
أنثر حولي كل فواصل ونقاط الكلمات.. وأترك سطراً وأنام على سطر.!
من أجلك أنتِ..
ستظل علامات الاستفهام الحيرى.. تبحث عن (بوصلة) أو طيف فنار..
يحملني لمغارات الكنز الغافي في عمق البحر.
أنثره فوق هضابك، قلائد من أقمار وأسورة من نجوم.. وتاجاً من مرجان..
أنا أول إنسان يأتي
أنا آخر إنسان.!