العذراء ورجل القطار
لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أو في لحظة من اللحظات
أنها قد تقع في الحب كغيرها من النساء
أو أنها قد تمنح قلبهاالطاهر ، ومشاعرها النقية وأحاسيسها العذراء لإنسان ما تحبه من النظرة الأولى ، ويملأ كل حياتها ويستأثر بجل عواطفها ليصبح فيما بعد رجلها الأوحد
هي التي كانت تخشى الحب وتتجاهل نداءاته الهامسة في
قصص العاشقين ، وإيماءاته الخفية وراء دمعة حزن
تسقط رغمًا عنها لمشهد وداع ، أو من بين سطور حكاية
يتمزق فيها قلبها على محب تخلت عنه محبوبته
أوعاشقة هجرها من تحب
كان الحب في نظرها مصدر ألم وباعث شقاء لذا باتت تخشاه وتنأى بقلبها عن كل نظرة إعجاب في عيون من حولها وما أكثرها لبست قناع الجمود وتظاهرت بالقوة والصلابة والجدية ولكن !
كان هنالك في أعماقها ذلك القلب الظامئ الذي خنقت نبضاته بخوفها ، ووأدت أحلامه في قيود روتين ممل لواقع عاشت
فصوله بلا إحساس وهي تحاول جاهدة استعارة بسمة تكسو
بها شفتيها لتوهم من حولها بالسعادة المزعومة
ولتخفي وراءها فراغًا ابتلع كل حيويتها ونضارتها في جوفه
تترى عليها الليالي والأيام وتتوالى عليها أحداث الزمن
وهي كالكرة المصمتة تدور مع دورة الحياة ولا تكترث لعجلات القطار وهي تسرق من عمرها أحلى سنينه
وفجأة توقف القطار في آخر محطاته
وترجلت منه وقد سقط منها آخر حلم لها
لم يكن في حقيبتها إلا بضعة أوراق وقلم وتذكرة سفر مهترئة ومنديل تشرب ملح دموعها
لاشيء جديد هكذا حدثت نفسها
فالوجوه هي الوجوه رغم اختلاف ملامحها
والعيون هي العيون رغم عمق تلك النظرة أو سطحية تلك !
وهناك في غرفتها الخالية جلست على سريرها تحتسي قهوتها وتستحضر أحداث حياتها التي طغت مرارتها على طعم قهوتها المرة وطفقت تسائل نفسها إلى متى ؟ وإلى أين ؟ وماذا بعد ؟
نظرت في مرآتها فوجدت وجه امرأة أخرى
لم تر ملامحها من قبل فتراجعت وأفاقت من ذهولها
على صوت هاتفها اللعين ...
من تراه ذا يكون ؟
تجاهلت رنين الهاتف ودلفت إلى مكتبها وجلست خلفه
وتناولت كتابًا أخذت تتصفح أوراقه في ملل وهي تحاول عبثاً
طرد صورة ذلك الوجه الملائكي التي حجبت نظراته عنها
بصحيفة لم تقرأ فيها سطرًا واحدًا
وانتفضت من مقعدها وهي تحاول ألا تسترجع ذلك الحديث القصير الذي دار بينها وبين ذلك الرجل الغريب الذي جلس قبالتها
عادت إلى غرفتها ثانية ، واستلقت متعبة فوق سريرها لتأخذها إغفاءة قصيرة استيقظت على إثرها على رنين هاتفها من جديد وتناولت السماعة في كسل ولا مبالاة ولما ينفض عنها غبار النوم : آلو ...!
وأجفلت لبضع ثوان
كان هو... ذلك الرجل الغريب ... رجل القطار ...
أجل هو... صوته العذب الرخيم ... و...
أغلقت السماعة بسرعة وهي مذهولة لتسارع ضربات قلبها بين ضلوعها وتساءلت مشدوهة كيف عرف رقم هاتفها ؟؟
كيف جرؤ على الحديث معها ؟؟؟ وكيف ناداها باسمها ؟؟؟
أسئلة شتى جعلتها تتخبط في حيرتها ولكن لم تحر لها جوابًا
تعجبت من أمر نفسها ومن تمردها الفجائي
على طقوس حياتها الرتيبة ، ومن ذكريات تسارعت أمام عينيها كشريط مصور كانت تخفيها في ذاكرتها المثقوبة
وتنهدت وهي تنظر إلى الجدار أمامها لتجد هنالك قلبها مشنوقًا بين عقارب الساعة المعلقة
ماذا تنتظر الآن ؟؟ سألت نفسها فأجابها رنين جرس الباب
وفي خطوات متثاقلة وصلت إلى هناك
فتحت الباب.. ،
نظرت ، فوجدته أمامها .. إنه هو ... هو بعينه .. !
رجل القطار .
لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أو في لحظة من اللحظات
أنها قد تقع في الحب كغيرها من النساء
أو أنها قد تمنح قلبهاالطاهر ، ومشاعرها النقية وأحاسيسها العذراء لإنسان ما تحبه من النظرة الأولى ، ويملأ كل حياتها ويستأثر بجل عواطفها ليصبح فيما بعد رجلها الأوحد
هي التي كانت تخشى الحب وتتجاهل نداءاته الهامسة في
قصص العاشقين ، وإيماءاته الخفية وراء دمعة حزن
تسقط رغمًا عنها لمشهد وداع ، أو من بين سطور حكاية
يتمزق فيها قلبها على محب تخلت عنه محبوبته
أوعاشقة هجرها من تحب
كان الحب في نظرها مصدر ألم وباعث شقاء لذا باتت تخشاه وتنأى بقلبها عن كل نظرة إعجاب في عيون من حولها وما أكثرها لبست قناع الجمود وتظاهرت بالقوة والصلابة والجدية ولكن !
كان هنالك في أعماقها ذلك القلب الظامئ الذي خنقت نبضاته بخوفها ، ووأدت أحلامه في قيود روتين ممل لواقع عاشت
فصوله بلا إحساس وهي تحاول جاهدة استعارة بسمة تكسو
بها شفتيها لتوهم من حولها بالسعادة المزعومة
ولتخفي وراءها فراغًا ابتلع كل حيويتها ونضارتها في جوفه
تترى عليها الليالي والأيام وتتوالى عليها أحداث الزمن
وهي كالكرة المصمتة تدور مع دورة الحياة ولا تكترث لعجلات القطار وهي تسرق من عمرها أحلى سنينه
وفجأة توقف القطار في آخر محطاته
وترجلت منه وقد سقط منها آخر حلم لها
لم يكن في حقيبتها إلا بضعة أوراق وقلم وتذكرة سفر مهترئة ومنديل تشرب ملح دموعها
لاشيء جديد هكذا حدثت نفسها
فالوجوه هي الوجوه رغم اختلاف ملامحها
والعيون هي العيون رغم عمق تلك النظرة أو سطحية تلك !
وهناك في غرفتها الخالية جلست على سريرها تحتسي قهوتها وتستحضر أحداث حياتها التي طغت مرارتها على طعم قهوتها المرة وطفقت تسائل نفسها إلى متى ؟ وإلى أين ؟ وماذا بعد ؟
نظرت في مرآتها فوجدت وجه امرأة أخرى
لم تر ملامحها من قبل فتراجعت وأفاقت من ذهولها
على صوت هاتفها اللعين ...
من تراه ذا يكون ؟
تجاهلت رنين الهاتف ودلفت إلى مكتبها وجلست خلفه
وتناولت كتابًا أخذت تتصفح أوراقه في ملل وهي تحاول عبثاً
طرد صورة ذلك الوجه الملائكي التي حجبت نظراته عنها
بصحيفة لم تقرأ فيها سطرًا واحدًا
وانتفضت من مقعدها وهي تحاول ألا تسترجع ذلك الحديث القصير الذي دار بينها وبين ذلك الرجل الغريب الذي جلس قبالتها
عادت إلى غرفتها ثانية ، واستلقت متعبة فوق سريرها لتأخذها إغفاءة قصيرة استيقظت على إثرها على رنين هاتفها من جديد وتناولت السماعة في كسل ولا مبالاة ولما ينفض عنها غبار النوم : آلو ...!
وأجفلت لبضع ثوان
كان هو... ذلك الرجل الغريب ... رجل القطار ...
أجل هو... صوته العذب الرخيم ... و...
أغلقت السماعة بسرعة وهي مذهولة لتسارع ضربات قلبها بين ضلوعها وتساءلت مشدوهة كيف عرف رقم هاتفها ؟؟
كيف جرؤ على الحديث معها ؟؟؟ وكيف ناداها باسمها ؟؟؟
أسئلة شتى جعلتها تتخبط في حيرتها ولكن لم تحر لها جوابًا
تعجبت من أمر نفسها ومن تمردها الفجائي
على طقوس حياتها الرتيبة ، ومن ذكريات تسارعت أمام عينيها كشريط مصور كانت تخفيها في ذاكرتها المثقوبة
وتنهدت وهي تنظر إلى الجدار أمامها لتجد هنالك قلبها مشنوقًا بين عقارب الساعة المعلقة
ماذا تنتظر الآن ؟؟ سألت نفسها فأجابها رنين جرس الباب
وفي خطوات متثاقلة وصلت إلى هناك
فتحت الباب.. ،
نظرت ، فوجدته أمامها .. إنه هو ... هو بعينه .. !
رجل القطار .