رأيتها فأحببتها وما كنت أعرف الحب من قبلها،كان قلبي في ظلام حالك لا يرى حتى نفسه فلما أشرق فيه الحب أشرقت فيه شمس ساطعة منيرة لها من الشمس نورها و جمالها ،كنت أشعر قبل اليوم كأن قلبي في صحراء هذه الحياة وحيد موحش لا يعرف القلوب أوقد يعرفها ثم ينكرها ،فلما أحببت رأيت بجانبي قلبا يؤنسه ويزيل وحشته.
كنت أسمع بأسم السعادة ولا أفهم معناها،غير أني كنت أسمعهم اذا ذكروها ذكروا بجانبها القصر و الحديقة و الفضة و الذهب و السلطة والجاه و الشهرة و الصيت فلما أحببت شعرت أن سعادة الدنيا ما هي الا سعادة الحب.
أحببتها قبل أن أعرف عنها شأنا من الشئون دون أن هذه هي التي سأحبها و تحبني وكأني ما منحتها قلبي الا لأنها منحتني قلبها ، وهو ثمن قليل في جانب هذه المنحة الغالية (حبها) ولا كنت أتخيل هذا الحب في خواطر الأماني ولا في سوانح الأحلام.
عشت دهرا بين قوما لا يعنيهم أمري ولا يهمهم شأني وذقت من ألام الحياة و شقاء العيش ما لا يستطيع أن يتحمله بشر و الأن سمعت من يسألني كيف حالك ومن يقول لي أحترس بنفسك فهناك من سيموت بدونها ووجدت من اهتمامها بي رحمة وأشفاقا علي ولكني لم أرى بجانبي يوما من الايام عينا تدمع ولا قلبا يخفق لأجلي.
ورأيت من يحب كما يحب نجما في السماء، ومن يحب مالي كما يحبه في خزانته،ومن يعجب بحديثي كالأعجاب برواية بديعة،و لكني لم أرى في حياتي من يحبني.
أما اليوم فقد وجدت بجانبي القلب الذي يخفق لأجلي و العين التي تبكي في سبيلي و النفس التي تحبني لا لشئ سواي فالقليل القليل هو أني أمنحها حياتي فكيف أبخل عليها بقلبي...؟
كنت أحمل بين جوانحي لأعدائي ضغنا و حقدا فأصبحت لا أشعر بما كنت أشعر به من قبل لأن الحب ملك علي قلبي و استخلصه لنفسه فلم يترك فيه مجالا لشئ سواه.
كنت ضيق الصدر ان مسني ألم، سريع الغضب ان مسني أحد،فأصبحت فسيح رقعة الحلم،لا يستفزني غضب،لأني قنعت بسعادة الحب ،فكنت شديد القسوة،متحجر القلب،لا أعطف على بائس ولا أحنو على ضعيف،فأصبحت أشعر بالمصيبة ان اصابت غيري،وأتألم لبؤس كل بائس وحزن كل حزين لأن الحب أشرق في قلبي فملأه نورا، جملة القول أني كنت وحشا ضاريا مريض بتذليل وأمتلاك قلوب الأخرين فصرت بين يدي الحب الشريف الصادق الطاهر أنسانا شريفا مخلصا يخلص لحبيبه ......!
أتمنى أن تنال إعجابكم
بقلم نزار امجدل